وائل منسي يكتب: في ذكرى التفجيرات الإرهابية

{title}
نبأ الأردن -

نستذكر في مثل هذه اليوم قبل ستة عشر عاما التفجير الارهابي الذي استهدف فنادق عمان الثلاثة.
أتذكر ذاك اليوم جيداً، مساء حيث كنت وحدي في مكتبي في جبل اللويبدة حيث يطل على الفندقين وسمعت صوتين قويين متزامنين تقريباً، لم أدرك ما حدث لحظتها، مع أن ناظري باتجاه الفندقين حياة عمان وراديسون ساس (لاند مارك حاليا)، ثم بدأت الجلبة والفوضى تعم المكانين، وأصوات سيارات الإسعاف والدفاع المدني، وتواجدت بكثافة غير عادية، وكان رتل من السيارات العسكرية وبعض المدرعات انتشرت في المنطقة، وأدركت وقتها أن حدثا جللا قد وقع، دون أن أعرف ماهيته، وخاصة أني رأيت بعضا من سيارات الزنازن التابعة للأمن العام تقبض على مجموعات من الشباب وغيرهم المتجمع لمعرفة ما حدث في محيط المكان كإجراء احترازي، خرجت فوراً من جبل اللويبدة إلى بيتي في ضاحية الرشيد. كم كان وضع الشوارع صعبا ومهيبا وتواجد كثيف لقوات الأمن حتى مقر قيادة الجيش التي كانت في العبدلي وقتها، تشارك في التفتيش الأمني، فتحت راديو السيارة، لا شيء، ولا معلومات، عندما وصلت البيت وفتحت على قناة الجزيرة التي كانت موجودة في موقع الحدث وبعدها فورا بدأ التلفزيون الأردني ببث مباشر من الموقع، وعرفنا الحقيقة المأساوية باستهداف الفنادق الثلاثة بتفجيرات انتحارية واستشهاد العديد من الضحايا الأبرياء، وتم بعدها فورا تغيير حكومة د. عدنان بدران حديثة العهد التي جاءت لإحداث "ثورة بيضاء" في العمل الإداري، لكن توجهات الدولة اختلفت فجاءت حكومة رئيسها د. معروف البخيت من خلفية عسكرية استراتيجية حسب متطلبات وأولويات المرحلة.
وللمفارقة كانت هناك مقاربة غريبة وعجيبة قبل حكومة د. عدنان بدران بعشرين عاما كان في منتصف الثمانينات رئيسا لجامعة اليرموك وكان زيد الرفاعي رئيسا للوزراء والمرحوم عبد الهادي المجالي مديرا للأمن العام، فكانت أحداث جامعة اليرموك واقتحامها من قبل قوات أمنية لفض مظاهرات جزء منها ناتجة عن ماكان يسمى ويتداول، المماحكات "المضرية الزيدية".
وبعدها بعشرين عاما أصبح د. عدنان رئيسا للوزراء و زيد الرفاعي رئيسا لمجلس الأعيان، والمرحوم عبد الهادي المجالي رئيسا لمجلس النواب، وكانا يشاغبان على حكومته وبقيت المضرية الزيدية حاضرة.


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير