الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي يكتب: عندما سألوني عن الوضع الجرمي بالوطن

{title}
نبأ الأردن -

على خلفية الجريمة التي حصلت في مدينة اربد وراح ضحيتها شخصين من عائلة واحدة، كنت قد سٌئلت عن رأيي فيما يحدث من ارتفاع لنسب ومعدلات الجرائم في الأردن .
ومن منطلق الخبرة والتجربة والعلم والواقع الذي نعيشة، فإنني خلصت إلى بعض الاستنتاجات التي سوف اسردها لكم، واتمنى من الله تعالى أن اكون مخطئا فيما خلصت إليه .





إننا عندما ندرس أسباب ارتكاب الجرائم ونقارن وضعنا الراهن والحالي معها، فإننا نجد أن هناك ظروف وأحوال كثيرة تفسر لنا سبب هذا الارتفاع، والتي كلها اعتبرها متواجدة في زمننا الحاضر الذي نعيشه، وهذا يجعلنا نخشى على مستقبل أبنائنا اذا بقي الحال على هو عليه الآن .
فالشواهد على أن المجرمين ما عادوا ينحصروا في فئة أصحاب الأسبقيات الجرمية باتت واضحة و موجودة بالذين ارتكبوا مؤخرا جرائم السطو المسلح على البنوك والمصارف أو حتى السرقات أو النصب والاحتيال أو حالات الانتحار، والذين كان معظمهم لا يوجد بحقهم أي اسبقيات جرمية، لا بل إن بعضهم كان يحمل شهادات علمية جامعية عليا ..





إن فقدان الثقة بالحكومة ومؤسساتها وغياب العدالة الإجتماعية والحكومية والبطالة المرتفعة، وارتفاع نسب الطلاق والإنفصال الإجتماعي وانتشار وسائل التكنولوجيا والإعلام الغير مضبوط والذي صار ينشر احيانا كيفية ارتكاب الجرائم أو مشاهد العنف والتي صارت سمة عادية نشاهدها يوميا على وسائل الإعلام، كل هذا قد شجع وسهل إرادة ارتكاب الجرائم عند بعض الشباب الذين صاروا ينحرفون عن جادة الطريق السليم الى المخدرات أو الإنضمام للجماعات الإرهابية.





إن قصور التشريعات القانونية والمؤسسات العقابية له دور كبير بارتفاع معدلات الجريمة، والأخطر من كل ذلك هي الفزعات الحكومية في التغييرات الديموغرافية التي تعمل وعملت على تغيير أنماط السكان وقيًمهم وعاداتهم واعرافهم، من خلال استقبال الملايين من اللاجئين من الشعوب المجاورة، وكذلك النخوة الغير مدروسة في جعل هؤلاء اللاجئين يشاركوننا في كل ما نملك من بُنيتنا التحتية او فرص العمل المتاحة، أو في حاجاتنا الشديدة من المياه التي صارت هي الشرارة المنتظرة في اندلاع الحروب العالمية والدولية .





ان جهل الحكومات الاردنية وعدم تعاملها من المستقبل الرمادي لأطفالنا وشبابنا يجعلنا ندق ناقوس الخطر الأكبر والذي قد يوصلنا إلى غياب منظومة الامن والامان الذي نتغنى به الآن و الذي تسعى له كل الدول في تقدمها وازدهارها، والذي قد نفتقده مستقبلا .





اللهم احفظ هذا الوطن شعبا وقيادة.
اللهم اشهد أني بلغت ..


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير