حمادة فراعنة يكتب: وقفة احتجاجية
نحترم الكنيسة، كما نحترم المسجد، نتباهى بما يفعل المؤمنون التقاة من المسلمين، كما يفعل اقرانهم من المسيحيين، نرفض توظيف المسجد لدوافع وأسباب شخصية أو حزبية، مثلما نرفض الاستعمال الوظيفي للكنيسة، فالاستغلال السياسي أو الجهوي أو الشخصي للدين وأدواته مظاهر مدمرة لرفعة الدين، ومساس بمكانة المسجد والكنيسة، وهي أفعال وظفتها الحركة الصهيونية لصالح قيام دولة عبرية يهودية على أرض فلسطين، كما سعت القاعدة وداعش في إقامة الخلافة في المناطق التي سيطرت عليها.
للدين مكانة، ولمظاهره قدسية، من أجل رفعة الإنسان ورقيه المعنوي والأخلاقي، وغير ذلك استعمال واستغلال مرفوض، حصيلته الهزيمة والإندحار، ودلالة ذلك هزائم العباسيين والامويين والفاطميين والمماليك والعثمانيين، وبقي الإسلام صامداً رغم العثرات والتحديات، لأن القيم لا تُهزم، ثابتة خالدة في الحياة.
وكما هو الإسلام لدى المسلمين، هو لدى المسيحيين بقاء رسالة السيد المسيح وبشارته التي ولدت في فلسطين وامتدت عابرة للحدود والقوميات والقارات، رسالة محبة وسلام وتكامل، ومن هذه الأرضية الجمعية، يتم التعامل مع كل مسيحي باحترام، نعمل معه، شركاء في القيم والمواطنة، نفرح لفرحه، نتوجع لألمه، ونكبر بانجازاته.
القس سامر عازر، دافئ، حليم، واسع الصدر والمعرفة والسلوك، جعل من خيمة المركز المجتمعي المسكوني منارة ثقافية تشع بالتعددية والمحاضرات واللقاءات النوعية، راقية الهدف والمعنى، عميقة الرسالة بهدف ترسيخ المواطنة الجمعية، والتآخي والشراكة الإسلامية المسيحية، نالت الاستحسان والرضى، بات لها رواد ومحبون، ولكن الحاسدين وضيقي الأفق لم تعجبهم، فعملوا وتآمروا، على إغلاق المركز الثقافي وبرامجه وعزله.
لم يقتصر الأمر على المركز بل وعلى القس نفسه «لتطفيشه» و»نقله»، متوهمين أن رسالة الكنيسة، رسالة السيد المسيح مقتصرة على الصلاة الواجبة.
تضامن مع القس، صاحب الخيمة، ومبدعها، العديد من الذوات بهدوء وسكينة، وبصلابة الانحياز، نظراً لتراكم الخبرات في كيفية تعامله مع الآخر، فرد له الآخر بما يستحق من المودة، رافضين المساس بمكانته وورعه، وقيمه التشاركية.
كما فعلوا من قبل، يُقبل اليوم العديد من رواد الخيمة نحو وقفة احتجاج مطالبين الحفاظ على الخيمة ودورها التثقيفي، لعل أصحاب القرار من ضيقي الأفق يتراجعون عن تسلطهم احتراماً لكنيستهم ودورها ومكانتها، بدلاً من انشغالها بما لا يليق برجل الدين الذي يستحق المودة والاحترام من كافة الأردنيين.