ناهض حتّر …

{title}
نبأ الأردن -

بقلم : غازي السلايطة المناصير





قومي عروبي يساري شيوعي معادي لاسرائيل وللأمريكان وللأمبريالية مشرقي معارض
صحافي حر مفكر وكاتب واديب ومثقف وشاعر وباحث
وكلهم بامتياز
على هذا ..
هل سيقيم حزب الوحدة او الحزب الشيوعي او الاحزاب القومية واليسارية
فعالية في هذه الذكرى تخليداً لذكرى رفيقهم ؟ كون حتر يسارياً شيوعياً قومي عروبي
هل ستقيم رابطة الكتاب ندوة عن حياته الادبية او مناقشة لاحد كتبه المهمة
كون حتر شاعراً واديباً ومفكر
هل سيكتب كاتب إخواني مقالاً في السبيل الاخوانيه يأسف به على خسارة المعارضة والشارع والحراك معارضاً نوعياً بحجم ناهض ويعبر عن حجم الخسارة بفقدة بشكل موضوعي
هل ستصرخ الاسرة الصحافية صرختها بفقد احد اهم اعمدة الصحافة الاردنية
صحافي جريء صادق ذكي متمكن ومحلل بارع اثرى الصحافة الاردنية
هل سيبكي اهل الفحيص من خسارة هذا الجبل الذي وقف امام المصنع عمره كله ودافع عن اراضيهم ونقاء هوائهم
هل ستندم المحافظات على تقصيرها
خسرت رجلاً امضى عمره كله يدافع عن هويتهم ويهجم على اوكار الفاسدين ويدافع عن خبزهم واراضيهم
ويصد هجمات التجنيس والتوطين بجسده الذي فقد منه امتاراً من امعائه وجلطات عديدة
هل سيطلق أسمه على شارع او مكتبة او قاعة
لن يفعل أحد شيء .. بالتأكيد لن يفعل احد لانه اردني .. اردني حقيقي





كان مع الدولة السورية بلا مقابل
كان ضد قطر والسعودية والاعراب
فكرهه الاخوان والعاطفيين
كان مع الاردن بلا مقابل
كان ضد التجنيس والتوطين
فكرهه عملاء اسرائيل
كان مع الفقراء وابناء المحافظات
كان ضد الفساد وبيع البلد
فكرهه الفاسدين والأرستقراطيين والبرجوازيين والكمبرادوريين
كان مع الشعب والحرية
كان ضد السلطة والقمع
فكرهه السحيجة والسلطة





لكن كل هؤلاء لم يقدروا عليه ولم يكسروا قلمه ، نعم كسروا عظامه مرات وصحته ورزقة مرات عديدة لكنه لم يصمت
الى أن سقط فاتحدوا جميعاً سكاكيناً وخناجراً وسيوف





موضوعياً يستطيع الاخوان ان يلتقوا مع ناهض وفكره بعدة نقاط
ويستطيع اليساريين والقوميين وحتى السلفيين ان يلتقوا معه بعدة نقاط
يستطيع اي أحد أن يلتقي مع ناهض بعدة نقاط وافكار وتحس ان فكره يمثلك
لكنه الحقد الذي اعماهم





من خسر ناهض حتّر ؟
خسره رفاقه واهله وأمه بالذات التي لم تبتسم منذ إغتياله
خسرته الثقافة والادب والشعر
خسره وصفي التل وتيسير سبول وغالب هلسا
خسره القلم والكتاب
خسره الياسمين
خسره الجائعين والمظلومين والفقراء وابناء المحافظات
خسرته القرى والارياف والبوادي
خسره الحب
خسرته الصحافة
خسرته الحركة الوطنية
خسرته الهوية الوطنية
خسره الجيش الاردني
خسرته الدولة الاردنية
خسرته سوريا
خسرته المشرقيه
خسره العرب





خسره الاردن .. الاردن الذي في البال





رحل قمر البلقاء واطلق اسمه ليس على شارع او قاعة انما على فكر الكثيرين
سيبقى وسيكبر
وسنقطف ثمار جهده مع سوريا في السنوات القادمة
وسنحس بفقده وفكره وغيابه وسنندم





لا من سكين في الصدر
لكن من اخرى في الصدر
لا من اعداء الدار
لكن من افعى في قلب الدار





هذه الافعى هي كلهم جميعاً


تابعوا نبأ الأردن على