عاجل - سعيدان : تصميم سد الوالة خطيرٌ جداً .. وخشينا من "تسونامي" مُدَمّر
نبأ الأردن - قال وزير المياه السابق الدكتور معتصم سعيدان إنه كان لديه في قطاع المياه فريق مميز وكان هناك توقعات بصيف شحيح، وبالتالي تم تجهيز خطط طوارئ ولم تكن القرارات في حينه فردية، بل كانت هناك متابعة للسد على مدى 24 ساعة، وبالتالي كانت المتابعة يومية ولمدة ساعة إضافة الى التشاور مع الجهات المانحة لتأمين مصادر مائية لصيف 2021، كما أن هناك لجنة وطنية لسلامة السدود مشكّلة من خبراء، وهي مسؤولة عن الكشف على السدود بشكل مفصل، وهذا عمل مؤسسي محترم.
واضاف خلال برنامج نبض البلد على قناة رؤيا ان التعلية لسد الوالة كانت في 2017، لكن تم تصنيف السد على أن التصميم "جريئ" وهو ما يعني أنه خطير جدا وأثبت فشله في أكثر من دولة، ولذلك أصبحنا نفكر ونتخوف من انهيار السد وهذا كان في شهر 12 الماضي، وبالتالي فقد عملنا على تكوين خلية أزمة في إدارة خلية الأزمات وبوجود كامل الخبراء والمعنيين والأجهزة الأمنية للسيطرة على السد وتعبئته بطريقة مدروسة بحيث يتم تعبئة مليون متر مكعب، ونرتفع شيئا فشيئاً، وبالتالي كانت هناك اجتماعات ومحاضرات مستمرة، وعليه لم يكن تسييل سد الوالة فجأة أو على حين غرة، لكن بدراسات وبوجود جميع المعنيين لأن حياة المواطنين مهمة جداً حيث كان التوقع، وفيما اذا انهار السد، أن يكون هناك تسونامي مائي على ارتفاع 90 متر باتجاه الغور وسيصل الى البحر الميت ويأخذ بطريقه كل شيئ ويدمر، فعملنا تمريناً وهمياً بحضور كافة المعنيين وفرغنا بحدود 80 الف متر مكعب للتأكد من صلاحية البوابة.
وأضاف أنه أتتنا في تلك الفترة أخبار أن هناك منخفض جوي سيأتي، واتفقنا أن نفتح البوابات الساعة العاشرة مساء وتفاجأنا بأن الأمطار كثيفة في المناطق التي تصب في سد الوالة، وبالتالي بدأنا بتفريغ السد الذي يجري الحديث عنه الآن بصورة مشوشة وبأرقام غير دقيقة، فهناك مخرجين للسد، مخرج قنوات للمزارعين، ومخرج البوابة السفيلة التي تعطي حوالي 30 الى 40 متر مكعب في الثانية وفتحناها لمدة 10 ساعات من الساعة السابعة مساءً وحتى الخامسة صباحاً، وامتد المنخفض لمدة 4 أيام وارتفعت كمية المياه الى 11 مليون متر مكعب مما حتم علينا فتح السد حتى نُخفض كمية المياه الى 9 مليون متر مكعب.
وقال إن المليون متر مكعب تلك ذهبت الى المزارعين، وما فاض ذهب الى منطقة الهيدان التي يوجد فيها 15 بئر تروي مادبا بمياه الشرب، ولم تذهب هذه المياه الى متنفذين أو غيره.
وقال إنه في شهر 2 كان في السد حوالي 9 مليون متر مكعب، وجاء بعد ذلك منخفض ثلجي، وبالتالي خشينا أن يجري ما جرى في المرة الأولى، فطلبنا من فريقنا تسييل مياه مرة أخرى حتى ينزل المخزون الى ما تحت 9 مليون متر مكعب وحتى لا نفقد السيطرة مرة أخرى، وطُلب منا من مجلس الوزراء الاستشهاد برأي خبراء، وجرى ذلك من قبل نمساويين وألمان وأكدوا على ما جاء في تقرير السدود بخطورة زيادة الملء عن 9 مليون متر مكعب، وفي أسوأ الظروف كان يحتاج السد الى ساعتين حتى ينهار، فالتصميم مخالف وغير آمن وأثبت فشله مما سيسبب في "التسونامي"، فخفضنا كمية المياه في بحيرة السد الى ما دون 9 مليون متر مكعب وذهب الفائض الى المزارعين والحوض الجوفي للآبار في الهيدان، وبعد المنخفض الثلجي استمرينا في إسالة السد للمزارعين وبشكل طبيعي.
واضاف أنه بعد أن تركت الوزارة كان في السد 8 مليون متر مكعب، وبالتالي فإن تصريح محافظ مادبا أننا سيّلنا 7 مليون متر مكعب لم يحدث، فلو سيّلنا هذه الكمية في تلك الفترة فكان السد قد جف خلال مدة قليلة، وعليه كان يجب أن يكون هناك خطة للحفاظ على ديمومة بقاء المياه في السد وتأمين المزارعين أيضا بالمياه.
وقال سعيدان إنني لا أعتقد أن فريق وزارة المياه تفاجأ بجفاف مياه السد، فقد كان من المفروض أن يُترك نحو 4 مليون متر مكعب في السد للمحافظة عليه، وعليه فإن تركه في هذا الشكل حتى الموسم الشتوي المقبل سيضعنا في مشكلة أخرى حيث سنتضطر لعمل تنظيفات وهذا مكلف، فالطمي الموجود يقدر بنحو 3 مليون متر مكعب، وفي نفس الوقت فإن سد الموجب ينضب الآن وسيجف خلال أسبوعين الى شهر.
واضاف أنه حسب الميزانية المائية فقد استنفذنا مياه إضافية من سد الوالة، في الوقت الذي كان هناك حلول، فقد ناقشنا شركة الديسي لهذا الأمر، ولكن العائق الوحيد كان هو الديون التي لديهم على الوزارة.
وعن التعلية في سد الوالة قال إنها جاهزة وجربنا السد لنحو 11 مليون فقط، لكن لم يتم ملء السد بالسعة الكاملة حتى نعرف فعالية التعلية.
وقال إن الوضع الآن أنه يوجد 3 مليون متر مكعب من الطمي، وبامكان الآليات تنظيفها وبالتالي نستفيد من هذه المساحات.
وقال إنني أستغرب أن هناك أمر تغييري لعمل تصليحات في التعلية، فهذا غير صحيح لأن السد تحت الكفالة وعلى المقاول أن يتحمل المسؤولية.