طائر الأرامبورجينا يضع "الرصيفة"على خارطة المستحاثات

{title}
نبأ الأردن -

نبأ الأردن- لم يكن يعرف الأردني أبو يحيى ورفاقه الذين اكتشفوا بقايا طائر ضخم في العام 1942 بمناجم الفوسفات بمدينة الرصيفة الأردنية /وسط المملكة/ أن اكتشافهم سيصبح حدثا نادرا في عالم المستحاثات بعد مرور سنوات طويلة وتدخل المدينة التاريخ من أوسع أبوابه.





وعالم المستحاثات هو العلم الذي يبحث في بقايا الكائنات الحية المحفوظة في الصخور أو المطمورة بعد تحللها خلال الأحقاب الزمنية.





طائر الرصيفة العملاق أو "ارامبورجينا فيلادلفيا"، وهو الطائر المكتشف على يد العاملين في المناجم في تلك الفترة، طائر من عائلة الديناصور من العصر الكرستاسي المتأخر في الأردن وهو من أضخم الحيوانات الزاحفة من مجموعة الطيور المعروفة من هذا النوع ويرجع إلى 70 مليون عام مضت.





وتسمية الطائر بـ"أرامبورجينا فيلادلفيا" تعود لعالم المستحاثات الفرنسي كاميل ارامبورغ الذي قاد البحث المخبري والعلمي عام 1953، بينما فيلادلفيا هي نسبة لمدينة عمّان التي تتبع لها مدينة الرصيفة في ذلك الوقت.





يقول الدكتور محمد وهيب أستاذ الآثار بالجامعة الهاشمية لوكالة الأنباء العُمانية "بدأ الاهتمام بالطائر وعظامه المكتشفة خلال أربعينات القرن الماضي يتفاعل وينتشر بين الخاصة وعامة الناس، وخلال الفترة الواقعة بين العامين 2012-2017 تم مشروع توثيق الاكتشاف ونشر الأبحاث والدراسات المكملة حوله وفي المنطقة المجاورة لمناجم الفوسفات التي اكتشفت عظامه فيها، حيث جرى الكشف عن أدوات حجرية ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ.





وأضاف أنه تم إصدار كتاب موسوعي عن الطائر العملاق بإشراف الجامعة الهاشمية التي قامت بدعم مشروع علمي لتوثيق الاكتشاف وإبرازه ونشر المعلومات حوله وترويجه بشكل علمي والإفادة من اقتصاديات الاكتشاف. ووضح أن جهد الجامعة الهاشمية شمل البحث الميداني، والتوثيق والمسح، وتفحص الكهوف والـنفاق، وإجراء التحاليل المخبرية حيث وجد الكثير من الأدوات الصوانية منتشرة في محيط الكهوف والأنفاق وترجع للعصور الحجرية القديمة أي ما يعادل 200 ألف عام قبل الميلاد.





وبين أنه بحسب النتائج التي تم التوصل إليها فإن الطائر المكتشف يبلغ عرض جناحيه بين 12 و13 مترا ويبلغ طوله 10 أمتار، وهو بذلك أضخم الطيور المكتشفة على سطح الكرة الأرضية، ويرجع في تاريخه إلى سبعين مليون عام مضت، وليومنا الحاضر وبحسب علماء المستحاثات لم يكتشف أضخم من هذا الطائر، الذي ما يزال يتربع على عرش أضخم طيور العالم قاطبة.





ولفت إلى أن اكتشاف هذا الطائر يشير إلى أن الطيور العملاقة كانت تجوب أرجاء العالم العربي وتتنقل بين بلدانه وبحاره وأنهاره وصحاريه، خاصة في المناطق ذات المياه المتدفقة والغطاء النباتي الكثيف، على طول امتداد حفرة الانهدام الأفريقي الآسيوي.. "ولعل الأمر الأكثر إثارة أن اكتشاف هذا الطائر قد وضع حدًّا للأساطير والخرافات المنتشرة في معظم حضارات العالم حول طائر الرخ والعنقاء والفينيق، وأصبح الطائر بجهود العلماء حقيقة ملموسة بعد أن كان خرافة يعتقد أنها من نسج الخيال".


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير