مضاعفات لقاحات كورونا "الغريبة" .. روايات "المصابين" ورأي الطب
نبأ الأردن - كتبت أمينة عوض - مع ظهور أعراض للقاحات كورونا عند البعض، لا سيما تلك التي كانت "غريبة"، أو مفاجئة، فقد تضاربت الآراء حول سبب تلك الأعراض ومنها على سبيل المثال "التلعثم" أو "التأتأة" التي ظهرت عند أحد متلقي اللقاح، وكذلك "الرعاش"، وفقدان الذاكرة، حسب ما قال متلقو لقاح أنهم تعرضوا لها.
وفي جانب من الآراء، فإن هناك من يقول بأن السبب لربما يعود الى عدم إفصاح الأشخاص عن أمراض حالية أو سابقة يعانون أو عانوا منها، ووجودها يتعارض مع اللقاح، ومنها على سبيل المثال الحساسية، لكن يبقى الرأي الطبي هو الفيصل في سبب حدوث هذه الأعراض.
احدى السيدات، والتي تعمل ممرضة بمستشفى الزرقاء الحكومي، أطلعت "نبأ الأردن" على معاناتها منذ ان سجلت لاخذ القاح، حيث أكدت انها كانت قد أوردت بالطلب انها تعاني من الحساسية، وعليه فقد تم رفض اعطائها لقاح استرازينيكا ،فيما سجلت مرة أخرى وكانت الجرعة المتوفرة للقاح فايزر.
وتابعت السيدة:" احد الأطباء اعلمني انه لا يمكن إعطاء لقاح فايزر لمن لديهم حساسية، ولكن الأطباء في المستشفى الذي تلقت فيه اللقاح لم يمانعوا .. وعليه تم اعطائي اللقاح، ولكن وبعد عودتي للمنزل اصبحت اعاني من هبّات لارتفاع درجة الحرارة في الجسم، وبعدها في فترة المساء ازدادت الاعراض، حيث ظهر لدي ضيق في التنفس وأورام في الايدي والارجل على شكل احمرار".
اللافت، وحسب ما تقول هذه السيدة، إنها راجعت طوارئ المستشفى الذي تلقت فيه اللقاح، ولكن للمستشفى لم تتحمل المسؤولية، فعادت الى مستشفى الزرقاء الحكومي الذي تابع حالتها، حيث بقيت اسبوعين في العناية المركزة.
والآن وبعد شهر من عودتها لحياتها الطبيعية، ما زالت هذه السيدة ترفض اخذ جرعة ثانية من اللقاح رغم الرسائل المتكررة من العاملين على المنصة، حيث تواصلت معهم وابلغتهم عن حالتها، مؤكدة في الوقت عينه بأنها لن تلجأ للقضاء ولكنها لن تأخذ الجرعة الثانية الا اذا تم حل هذه المشكلة".
وفي حالة أخرى مثيرة للجدل، تعرضت سيدة لآلام غريبة بعد تلقيها للقاح سينوفارم، حيث ظهرت لديها في اليوم الذي يليه انتفاخ في اليدين على شكل ورم حامي وقاسي، حيث راجعت الصيدلية وتم إعلامها بان هذا امر طبيعي بعد تلقيها اللقاح، ولكن للأسف تفاقمت حالتها وأصبح الورم يتنقل الى مناطق مختلفة بالجسم وصعوبة في الحركة، اضافة الى خروج مادة صفراء من منطقة التورم.
وأشارت السيدة الى أنها راجعت مستشفى البشير وتم اعطاءها مضاد حيوي، الا ان الاورام بدأت تنتقل الى منطقة الجبين والعين، فتوجهت أيضا الى مستشفى الجامعة الأردنية الذي صرف لها ادوية تحتوي على مادة الكرتزون لعلاجه، ولاحقاً تواصلت المريضة مع بعض المختصين الذين كانوا غير واضحين بتاتاً معها لتوضيح حالتها الصحية وارجعوا السبب الى وجود مرض قديم لم يتم علاجه واظهرته جرعة اللقاح".
بدوره، اوضح المهندس رمزي فوده، رئيس جمعية المهندسين الوراثيين، أن اللقاح عبارة عن مادة وراثية تتأثر بالمادة الوراثية الموجودة بكل مجتمع، لافتاً الى ان المادة الوراثية المتواجدة بالمجتمع الاردني لم تكن ضمن التجارب السريرية بالمرحلة الثالثة للقاحات التي تم ترخيصها في المملكة.
وبحسب فوده، فهناك اعراض مختلفة لازمت اللقحات منها الأعراض العصبية كالتشنجات، والصرع وغيرها ويطلق عليها متلازمة"غليان باريه"، وهو مرض تكوين اجسام مضادة تالفة تهاجم الاعصاب الطرفية بالعضلات مما يؤدي الى ان استجابة الأعصاب تصبح سيئة".
وأشار فوده الى أن هناك نوع ثان من الاعراض ظهر لدى بعض السيدات وهو مرض تحسسي شديد يطلق عليه:" أنا فيلاكتيك"، حيث رصد بكل دول العالم، حيث يظهر طفح جلدي بالنسبة للأوعية الدموية.
وأضاف أن "هناك نوع ثالث وهو مرض جديد ظهر عند بعض الفتيات غير المتزوجات اللواتي تتراوح أعمارهم من "18-25"، حيث عانين من انقطاع الدورة الشهرية من 3 الى 4 شهور، او استمرارها لمدة 21 يوم الى 30 يوما، مؤكداً ان ذلك قد يؤدي الى مشاكل شديدة لديهن".
وختم فوده تصرحيه بالتشديد على ضرورة تشكيل لجنة لمتابعة الحالات التي تأخذ اللقاحات وتوثيقها وضروة اعطائها العلاج اللازم لسرعة تماثلها للشفاء، محذرا من تجاهل الموضوع الذي ربما سيؤدي الى انتاج امراض وراثية جديدة.
بدوره، لفت عضو لجنة الأوبئة السابق، استاذ الفايروسات، الدكتور عزمي محافظة أن الاعراض التي لازمت أخذ اللقاحات هي عادية، مشدداً على أن من 50- 60% من مضاعفات المطعوم قد تكون على شكل تورم، صداع، الم في العضلات.
وبما يخص متلازمة"غليان باريه" التي تتعلق بالاعراض العصبية، ذكر محافظة أنه ليست بالضرورة أن يكون سببها اللقاح، لانها قد تعود لاسباب اخرى.
وحول خلط المطاعيم، نوه محافظة الى أنها ممارسة علمية موجودة بكل دول العالم ولا خلاف عليها، بل على العكس، فهي تقوي المناعة بشرط ان يكون الخلط بين اللقاحات( استرازينيكا، فايزر،لقاح موديرنا)، ولكن لا يكون اللقاح الصيني من ضمن عملية الخلط لانه غير مجرّب علمياً.
من جانبه أكد عضو لجنة الأوبئة، الدكتور بسام حجاوي، أن هناك لجنة في مؤسسة الغذاء والدواء تتابع رصد كافة الاعراض الجانبية التي يتعرض لها أي شخص بعد أخذ المطعوم، ليتم تحديد السبب الرئيسي، ويستطيع الشخص اخذ حقه الطبي كامل.
وحول المضاعفات الجانبية للقاح، بين بانه قد تظهر على بعض الناس وتمتد لاكثر من 3 ايام، ولكن هناك بند في المنصة يستطيع من خلالها المتقدم توضيح الاعراض التي ظهرت عليه".
وأوضح حجاوي أن لجنة الأوبئة قد طالبت في اجتماع لها الأحد، على تكرار تجربة اليوم المفتوح في مستشفى الامير حمزة، لمن يعانون من الحساسية ليتم إعطائهم المطعوم تحت إشراف طبي مختص، لما اثبته ذلك من فعالية ناجحة.