يحيى الحموري يكتب: كأس العرب في الدوحة حين تتحوّل البطولة إلى قصيدة وطن

{title}
نبأ الأردن -
ليست كأس العرب التي تحتضنها الدوحة اليوم مجرّد بطولة كروية، بل لوحة فنية مكتملة الأركان، كُتبت بالضوء، ورُسمت بالنظام، وعُزفت بإيقاع الاحتراف الخالص. هنا، في قطر، لا تُدار البطولات، بل تُصاغ كما تُصاغ الأعمال الكبرى: بهدوء الواثق، ودقّة الخبير، وأناقة من يعرف أن التفاصيل هي عنوان العظمة.

من المدرّج إلى الملعب، ومن التنظيم إلى الضيافة، ومن التقنية إلى الأمن، تبدو البطولة كأنها خُلقت في مكانها الطبيعي. كل شيء في موضعه، وكل مشهد محسوب، وكل لحظة تقول للعالم: هكذا تكون البطولات حين تتولاها دولة تفهم الرياضة بوصفها رسالة، لا مجرّد منافسة.

كأس العرب في الدوحة ليست احتفالًا بالكرة فقط، بل احتفال بالهوية العربية حين تجتمع بلا صخب، وتتنافس بلا خصومة، وتختلف بلا قطيعة. هنا، تلتقي العواصم العربية على بساط أخضر واحد، وتذوب الجغرافيا في روح رياضية راقية، عنوانها الاحترام، ومرجعيتها القيم.

لقد أثبتت قطر، مرةً أخرى، أنها تملك ما هو أبعد من الملاعب: تملك البنية التحتية، والعقول المدربة، والتكنولوجيا المتقدمة، والقدرة التنظيمية التي تجعل المستحيل احتمالًا، والاحتمال إنجازًا. تملك خبرة لا تُرتجل، وثقة لا تتباهى، واحترافية لا تخطئ.

ومن هذا المشهد المتكامل، أكتب رأيًا وتوصية صريحة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وإلى الاتحادات العربية والآسيوية والدولية:
إذا أردتم بطولات بلا ارتباك، ومنافسات بلا أزمات، وتنظيمًا بلا ملاحظات، فاجعلوا قطر عنوانكم الدائم. فهنا، تتوافر الإمكانيات الفنية العالية، والخبرات المتراكمة، والجاهزية الكاملة لاستضافة كل البطولات والمسابقات، أياً كان حجمها أو ثقلها.

في الدوحة، لا يُختبر النجاح، بل يُضمن.
ولا تُراهن البطولات على الحظ، بل على التخطيط.

كأس العرب اليوم دليل جديد، وبرهان إضافي، ورسالة واضحة للعالم:
قطر لا تستضيف البطولات لتنجح،
بل تنجح البطولات لأنها في قطر.
يحيى الحموري
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير