د . بسام العموش يكتب: موازنة جدتي

كانت جدتي رحمها الله أمية لم تدرس كتب مالتوس الاقتصادية ، لكنها كانت تؤمن بمجموعة من المبادئ :

١/ على قد لحافك مد رجليك.

٢/خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود .

٣/ اللي يرضى يعيش .

٤/ صبرك على نفسك ولا صبر الناس عليك .

٥/ اليد العليا خير من السفلى.

٦/ الدين مذلة في النهار وهم في الليل .

٧/.قرش الحرام الله لا يباركه.

٨/ الله لا يحب المبذرين.

هذه عناوين بسيطة كانت تؤمن بها الحجة البدوية وماتت وهي تطبقها ولم تخلف لأولادها ديونا" ولا رهنت الدار ولم يطرق بابها صاحب دين . ورغم بساطة التعبيرات إلا أنها في عمق حياة الناس : الأفراد والأسر والدولة .

نحن اليوم متعلمون ولدينا فريق اقتصادي وبنوك مركزية ومشاريع استثمارية وكليات اقتصاد وإدارة اعمال وموارد طبيعية وبشرية وهيئة مكافحة للفساد ....الخ ورغم ذلك فنحن نعاني من العجز والمديونية ، وسياسة الاقتراض مستمرة ، حيث مرت على بلدي أكثر من مائة حكومة كلها تقترض وتتسول وكل يوم يتسع الخرق على الراقع !! صرنا نعتبر الاقتراض شطارة مع اننا لو نظرنا في الإيرادات لوجدناها من جيوب الناس الذين لا نقدم لهم مقابل ذلك في التعليم والطرق والصحة ، نشكو الفقر ثم نعطي رواتب فلكية للوزراء والنواب والأعيان والشركات ووصلنا للمدرب الرياضي والمستشار الرياضي . الوطن كثرت عليه السكاكين لكنها سكاكين بيدنا .

السبب أن القربة مخزوقة وان الأمانة نادرة . لن تحل مشاكلنا القروض ولن نعيش الهناء ونحن لا نقدم رأسا" فاسدا" يراه الناس . نستحل الحرام ولهذا ما نسدده هو ربا القروض وليست القروض .

ليتك يا جدتي كنت وزير مالية للجمت كل صوت يدعو الاقتراض ولألغيت الرواتب الفلكية وطبقت قانون من أين لك هذا . رحمك الله فقد أراحك الله من مشاهدة ما يجري وبقينا نحن نتعذب بسلوك من يزعمون فهم الاقتصاد والعالم والخصخصة والسوق المالي ومعدل النمو ولكنهم لا يقدمون لنا الجواب :

إلى متى ؟ .

أيها النواب ايتها الحكومة : جدتي تسلم عليكم .