علي السردي يكتب: التاريخ لا يُسجّل إلا النتائج: إنجاز الأردن هو كل ما يهم
نبأ الأردن -
إلى كل من يضيع البوصلة في تفاصيل الأداء وينسى جوهر المنافسة الرياضية
إن فلسفة كرة القدم بسيطة وقاسية لان التاريخ لا يكتبه إلا الفائزون.
الإنجاز يُقاس بالهدف، بالميدالية، وببطاقة التأهل، وليس بكمية التمريرات أو نسبة الاستحواذ العابرة.
لتكن حقائق التاريخ الرياضي هي البرهان القاطع
هل سمعتم يوماً أن التاريخ سجل للبرازيل أنها سيطرت على مباراة دور ثمن النهائي في كأس العالم 1990؟ التاريخ لا يذكر سوى تمريرة مارادونا السحرية وهدف كانيجيا الذي خطف الانتصار والتأهل للأرجنتين.
هل يقضي مشجعو الأهلي (نادي القرن في أفريقيا) وقتهم في تذكر أنهم لعبوا "أفضل" من الفيصلي الأردني في البطولة العربية عام 2017؟ بالطبع لا، ما يبقى هو تكرار فوز الفيصلي وتأهله للنهائي.
هل يعرف مشجعو العراق أن منتخبنا تسيد مباراتنا معهم عام 2015 لكن العراق فاز بهدف واحد يومها؟
التاريخ يسجل فوز العراق، وتُنسى سيطرتنا التي لم تُترجم إلى هدف.
الفعالية تنتصر على الجمال:
انظروا إلى أمثلة أعمق:
هل يتذكر أحد جمال أداء الخصوم عندما فازت اليونان بيورو 2004 بلعب دفاعي بحت؟ لا، ما يُذكر هو أنهم رفعوا الكأس كأكبر مفاجأة.
هل يركز المؤرخون على سيطرة ميلان وتقدمه (3-0) في الشوط الأول من نهائي إسطنبول 2005 ؟ لا، ما يبقى في الذاكرة هو معجزة عودة ليفربول وانتصاره النهائي بركلات الترجيح.
القاعدة واضحة لا تقبل الجدال:
كل المباريات التي خسرتها فرق كثيرة لم يسجل التاريخ لهم أنهم سددوا كثيراً وسيطروا كثيراً. التاريخ لن يتطرق أبداً إلا للنتائج.
لذا،
فوز الأردن اليوم نقلنا إلى نصف نهائي كأس العرب. هذا هو الإنجاز الوحيد الذي يجب أن يُحتفل به وأن يُبنى عليه. التزموا الصمت أو اذهبوا إلى تشجيع خصومنا الذين ربما أنتم لا تطيقون لهم ذكراً.
الإنجاز الحقيقي يُسجل في لوحة النتائج، وهذا هو وقتنا لنحتفل بالإنجاز الأردني.























