عاهد الصفدي يكتب: على بال مين يلّي بترقص بالعتمة
نبأ الأردن -
يقال في الأمثال الشعبية: "على بال مين يلّي بترقص بالعتمة"، وهو مثل يعرفه الكثيرون، ويُضرب لمن يفعل ما لا قيمة له ولا يراه أحد، فلا يؤثر ولا يُخشى منه، ولا يُعوَّل عليه.
هذا المثل يصلح اليوم لوصف بعض ما نراه على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي؛ فهناك من يمتهن الصحافة الصفراء، تلك التي تقوم على اختلاق الشائعات، وصناعة الأكاذيب، وبث الفتن حول أفراد أو مؤسسات أو مجتمعات.
هؤلاء لا يحملون قلمًا نظيفًا، بل يستخدمون كلماتهم كرُصاصة يحاولون بها اغتيال السمعة وتشويه الصورة.
لكن وبالعودة للمثل فإن من يختبئ في العتمة لا يمكن أن يكتسب قيمة إلا إذا منحناه نحن الضوء.
فالكتّاب الذين ينشرون البلبلة والشائعات يختفون خلف شاشاتهم، يعملون في غرف معتمة، لا يراهم أحد، ولا يملكون قوة فعلية.
لكننا — حين نتفاعل معهم، نُعلّق، نشارك، ونُعيد نشر ما يكتبون فإننا نمنحهم المنبر الذي يبحثون عنه، ونساعدهم دون أن نشعر في تحقيق أهدافهم الدنيئة.
إن تجاهلهم هو أقوى رد.
وعدم الاكتراث يبقيهم في ظلامهم، ويُسقط أسلحتهم الرخيصة.
فالشخص الواثق من نفسه، الراسخ في مواقفه، لا يحتاج للدفاع عن ذاته، ولا لتبرير ما يؤمن به أمام من لا وزن لهم.
رسالتي للشباب اليوم:
لا تلتفتوا لكل ما يُنشر، ولا تمنحوا قيمة لمن يسعى لإثارة الفتن.
فالعتمة لا تُبصر رقصًا… ولا تمنح أصحابها مقامًا ولا أثرًا.
عاهد الصفدي

























