يحيى الحموري يكتب:الطاغية الذي أحرق الوطن ليحكم الرماد
نبأ الأردن -
يا لسخرية التاريخ،، أن يجلس على عرش سوريا رجلٌ لم يكن يوماً مشروعَ قائد، بل كان مشروعَ كارثة، تجسّدت في هيئة بشرٍ بينما جوهره خواءٌ وعدميةٌ وخراب.
ذلك الذي لم يحكم شعباً بل ساقه إلى الجحيم سوقاً، ولم يبنِ دولة بل حوّلها إلى فرنٍ يحرق أبناءها، ولم يعرف من السلطة إلا وجهها الأكثر نتانةً وابتذالاً وانحطاطاً.
بشار،،،
اسمٌ صار مرادفاً لـ السقوط الأخلاقي، لِوَحلِ الاستبداد، لِقاعٍ لا قاعَ بعده.
هيئةُ رجلٍ وضميرُ مقفرةٍ لا يسكنها سوى الصدى.
ظلٌّ يتوهّم أن يكون جبلاً، فيما كلّ حجرٍ في سوريا يعرف أنه أصغر من ضمّة ترابٍ منسيةٍ في مقبرةٍ جماعية.
نظامٌ لم يكتفِ بالقتل،، بل جعل من القتل منهجاً، ومن التعذيب مؤسسةً، ومن الرماد لغةً للحكم.
نظامٌ لم يكتفِ بتدمير المدن ،، بل دمّر فكرة الوطن نفسها.
ويا للعجب من بقايا الهائمين خلفه،،
أولئك الذين ما زالوا يعلكون كذبةً ميتة، لا يسمعها إلا من أغلق عينيه وقلبه معاً.
كيف يعبدون أطلالاً بشريةً لم تستطع إقناع حتى انعكاسها في المرآة بأنها بشر؟
إنّ بشار الأسد — ومن سبقه — لم يكونا قادةً بل فصلين طويلين من الانحطاط السياسي والروحي، تجلّت فيهما أقذر صور السلطة حين يتحوّل الحاكم إلى كارثةٍ تمشي فوق قدمين.
وختام القول:
بعض الحكّام تُخلّدهم الأمة،،
وبعضهم تُخلّدهم المشانق المعنوية في ذاكرة الشعوب.
وبشار واحدٌ من أولئك الذين كلّما ذُكروا، انبعثت من الذاكرة رائحة الخراب والدم والدخان.

























