عبدالهادي راجي المجالي يكتب:الملك وخطابات النواب

{title}
نبأ الأردن -
شاهدت كلمات النواب ، إنشاء فوق الإنشاء ...
سؤالي ..هل يحتاج الملك لكل هذه العبارات من المديح والولاء والثناء في خطابات النواب  ..؟

حسنا ..حب الملك والوفاء للوطن ، يحتاج منا أن نقف في باحة مجلس النواب ..ونشاهد حجم الثراء ، سيارات الدفع الرباعي ، سيارات المرسيدس ...تكدس مدراء المكاتب ، إذا كنت تحب الملك فعلا فكن متواضعا مثله ...اذا كنت تعشق الملك فتعلم أن ساحات مجلس النواب هي  المكان الذي تنقل فيه وجع الشارع ونبضه وليس التباهي بحجم الثراء ..

إذا كنت تعشق الملك كنائب ...فتأكد أنه ليس بحاجة لعبارات مغرقة في البلاغة ، عن مفاهيم الولاء والانتماء ...الملك يحتاج منك أن لا تذهب للمحافظ كي (تتواسط) لأجل مجموعة من (البلطجية) ..الملك يحتاج منك أن لاتقم بزيارة مديرية مكافحة المخدرات للتواسط من أجل مروج ..بحجة أنه من أبناء منطقتك الإنتخابية ، والملك يحتاج منك أن لا تذهب لوزارة العمل من أجل الحصول على تصاريح للوافدين .

إذا كنت تحب الملك كنائب فتأكد أن الملك يعفيك من عبارات الإنشاء في الخطب التي تلقيها ، ومن كل عبارات الثناء ...ويعفيك من تعب من يكتبون لك الخطاب ، ومن تعب الهواتف التي تتحدث فيها مع الإعلام لكي ينشر خطابك ...الملك يحتاج منك أن تكون منصفا ، أن لا تسعى لأخذ وظيفة من مستحق ..أن لا تقم بطرق باب الوزراء كل يوم لأجل أغراض شخصية ، أن لا توغل في شركات التعهدات ...أن تنتج طلاقا مع الحكومات وتكون مستقلا في رؤيتك وأهدافك وعملك .

إذا كنت تحب الملك ، فثقف نفسك جيدا في التشريع ، حاول أن ترسخ العمل الحزبي ...تجاوز الشخصنة والذات ، إلى خدمة الجماعة ...

أنا أراقب كلمات السادة النواب ...
كل الذين سردوا قصائد الغزل في الوطن والجيش والملك ، لم يستطع أي واحد منهم أن يرد على ينال فريحات ، لم يستطع أي واحد منهم أن يجاري هذا الفتى الذي انحاز لحزبه ، واسترجل على الدولة ، وقدم نصا بليغا ...طعمه بالإقناع ، لا رئيس المجلس ولا نائبه ولا رئيس لجنة ، ولا حتى نائب رئيس لجنة ...الملك يحتاج للعقل لمن يجيدون الدفاع عن الدولة والوطن ، لقد صعقت حين استعمل جملة :  ( من يدفعون لهم بالريال والدرهم والدولار والشيكل )...لو كان في النواب من يحب الوطن والملك والجيش ويحبنا ، لوقف أمام هذه الجملة وطلب منه التوضيح ..ولرد بمرافعة وطنية ..لكن للأسف كل من أنتجناهم صمتوا أمام فتى حفظ درسه جيدا .

أنا أراقب كلمات السادة النواب ..
أراقب (صف الحكي) ... وحجم الإنجاز ، ينال فريحات وضع جبهة العمل الإسلامي في كفة ، والوطن كاملا في كفة ...وفي النهاية ، رتب المرافعة بحيث أخرجها في إطار شعبي جعل الكل يتعاطف معه ....كان من الأجدى أن يقف أحد الذين أشبعونا بقصائد الولاء والإنتماء وحب الجيش ويرد ..لكن أحدا لم يرد للأسف صمت الجمع كلهم.

قلت أراقب كلمات السادة النواب ...
أتركوا الملك ، هو ليس بحاجة لكل هذا الكم من البلاغة ...الملك بحاجة لأن تفهموا تعبه  وقتاله ...بحاجة لأن تعرفوا حجم الإقصاء والتهميش الذي يمارس على البلد ..بحاجة لأن تعرفوا ، أنه في كل مرة يستثنى الأردن ، يعيده للطاولة عنوة ...وحتى تفهم قتال الملك ، تعلم على الأقل أن تقاتل مثله على الصعيد الوطني والداخلي ..

تعلموا يا سادتي النواب ..أن التشريع مهمة خطرة ، أساسها القتال عن الحلم والخبز ..وليس القتال لأجل ترفيع شركات عطاءات المحاسيب والخلان في سجلات وزارة الأشغال ، التشريع معناه أن تأكل من ذات الخبز الذي تأكله الناس ..وأن تستنشق دخان صوبات (الفوجيكا) في ليالي البرد القارص وتحمد الله ، وليس معناه بناء (فيلا ) في دير غبار أو عبدون ...التشريع معناه أن تنتج وعيا في قواعدك الإنتخابية ، أن تكون معينا للدولة ...أن تنظر لها بأنها المظلة والمصير والضمير ..وليس البقرة الحلوب التي تسعى (للهط) أكبركم من الحليب في ضرعها .

حزنت لا بل بكيت حينما سمعت كلمة ينال فريحات ....بكل ما في الكلمة من مغالطات واختلالات ..ولكنه (استرجل) لأنه يدرك أن لغة العقل ، لايجيدها الكثير ..كانت الساحة خالية أمامه .

سنبقى نحن مخازن الولاء الحقيقي للملك ، سنبقى نحن الذين نترجم مفهوم الولاء بالصرخة والقتال بالمعرفة والتنوير ...راضين بفقرنا ، راضين بكل ما تمارسه الدولة من إقصاء وتهميش .
إن العشق لايكتمل بدون لوعة ومرارة ودمع ، وأنا أقولها بكل جوارحي ...كلما أبعدونا عن المشهد ، سنعشق الملك أكثر ونلتصق به أكثر ...ونفديه أكثر .
أظن أن حل مجلس النواب بات ضرورة وطنية ملحة .
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير