سامية المراشدة تكتب: حكي قروي الشتوية

{title}
نبأ الأردن -
في منازل القرية هناك غرفة تخصص بها لقضاء الشتوية فيها وعلى الأغلب فرشها عربي ،"فراش ومخدات و مطوى حرمات ،وهناك خزانة صغيرة فيها " بسكوت وراحة ،وقضامة ،والشموع اذا حدث وانقطعت الكهرباء ،وبكرج قهوة سادة وفنجان ،يتم اختيار الغرفة حسب موقعها القريب من المطبخ ،والتي أيضاً تدخلها الشمس في النهار لتساعد أن تكون أكثر دفئاً ،وحينما يصل الدفء الجدران في المساء وتظهر شيء يشبه الضباب على الشباك ،نأتي بأحرف اسمائنا ونكتبها ويخفيها الماء .

في موسم الشتاء تلتم العائلة في موعد مسائي ثابت،ويُترك باقي الغرف الباردة ،حينما تضع صوبة الفوجيكا في منتصف الغرفة وكأنها بوصلة نتبعها ،ونقترب منها كلما اتاحت الفرصة ،هناك يدين ترتجف تبحث عنها ،نتأمل شعلة النار ،نضع فوقها بريق الشاي حتى يغلي ،مع قحمشة الخبز ،لا بل ربما عليها طبخة مجردة برغل مثل اكل ايام زمان ،حينما تشعر أن الأم والأب لهم مكان في صدر الغرفة ،لا أحد يقدر أن يقترب من مكانهم المخصص، تلك الفروة لأبي التي لا يستغني عنها ، وحرام امي الذي لا يفارق أقدامها ،صوتهم الذي يعود لأجله الإبن من المدرسة والجامعة ،حينما تعود من العمل ،حينما تأتي و في يدك الهريسة والعوامة ،لسهرة عائلية حتى ساعة النوم ،فقط تشعر أن كل الحديث تضمه تلك الجدران "اخبار العيلة" وصوت المطر والرياح ،حينما ندرك أننا بحاجة الى مكان يضمنا ،ويدفينا نبحث عن تلك الغرفة ،ويلقي البرد خارج الباب كأنه ضيف غير مرغوب به، هناك دفء خاص يختبئ في تفاصيل حياتنا ، هو في جزء من ذلك المنزل ،"غرفة " كفيلة أن تعبر عن حاجتك لها لا بل لسكانها ،بل بحاجة إلى أن تعود الذكرى والحنين لها ، وحفظت قصصك ،شكواك ، حتى بردك ،لا بل أنت وتلك الغرفة بحاجة إلى تلك الأرواح حتى يكتمل دفئك.

سامية المراشدة
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير