د. نضال شديفات يكتب : سوالف حصيدة بعيدة المنال
نبأ الأردن -
"سوالف حصيدة" كناية عن الحديث الذي لا طائل من ورائه نقولها غافلين عن عمق الجرح الذي تخفيه هذه العبارة.
"الحصيدة" كانت رمزاً للخير الوفير للجني بعد الزرع للثمر بعد التعب.
كانت الحصيدة تعني اكتمال الدورة الزراعية التي تربط الإنسان بالأرض لكن اليوم لم يعد هناك زرع ولا قلع فالمطر احتجب والأرض تشققت والسنابل صارت حلماً بعيداً بعد احتطاب شجرات الزيتون التي جفت .
ذكرياتي مع أنها قليلة عن الحصيدة إلا أنها ما زالت ماثلة في الذاكرة: البيادر و(البَرَاكة) عندما كانوا يعطوننا ونحن أطفال كميةً من القمح نستبدلها بالراحة والبسكويت من الدكاكين .
فكم هو عجيب أن نستعمل إشارة العطاء للتعبير عن الفراغ فكلمة "الحصيدة" بكل ما تحمله من معاني الغلة والوفرة لا تناسب أبداً أن تكون كناية عن الحديث الذي لا نفع فيه.
ختاما الحقيقة أن كل الفائدة كانت في زمن الحصيدة فقد كانت نظاماً حياتياً كاملاً واشتياقاً وتعاوناً واجتماعاً حول مواسم الفرح.
أما حديثنا اليوم عنها فهو اعتراف ضمني بانقطاعنا عن إيقاع الحياة الأصيل.
اللهم أغثنا بالمطر الوفير

























