المحامية روزان القيسي تكتب:"ما بين تمكين المرأة و الأعراف مفهوم ضائع"

{title}
نبأ الأردن -


في كل بقاع العالم أينما ذهبنا ومع اختلاف العادات والتقاليد والأعراف في مجتمعاتنا يتردد إلى مسامعنا مصطلح (تمكين المرأة) 
فمن أين ظهر هذا المصطلح ولماذا وما هو مفهومه في مجتمعنا ؟! 
وهل لعاداتنا وتقاليدنا و أعرافنا دور في انتشار مصطلح تمكين المرأة أم ضد ؟! 

تمكين المرأة مصطلح ظهر من حقبة السبعينات من قبل المنظمات النسائية وهي عملية تهدف لزيادة نشر الوعي لدى المرأة و زياده قوتها وثقتها بنفسها وقدرتها بالسيطرة على حياتها بكافة مجالاتها الاجتماعية و االاقتصادية و السياسية وتوسع خياراتها وفرصها للوصول إلى أهدافها والسعي لاستقلالها المادي واتاحة الفرص لها في صناعة القرار وتغيير الهياكل التي تعزز التمييز بين الجنسين .

وبرأي الشخصي فإن مفهوم تمكين المرأة هو المساواة في الحقوق و الالتزامات ما بين الرجل و المرأة على أن تراعى الأدوار الفطرية لكلا الجنسين و البنيه الجسدية ، فالتمكين هو مساواة المرأة بالرجل بالحقوق و العيش الكريم و الاعتراف بالكرامة الإنسانية للمرأة و التوزيع العادل للفرص بين الجنسين. 
وان تمكين المرأة له أشكال متعددة: 
- تمكين المرأة اجتماعياً ، يساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية و الحد من العنف ضد المرأة وذلك يخلق مجتمع اكثر إنصافاً و ازدهاراً.
- ⁠تمكين المرأة اقتصادياً، يساعد في زيادة الإنتاجية و النمو الاقتصادي للمجتمع و للمرأة تحديداً فهو يحسن من المستوى المعيشي لها بتوفير دخل مالي يسد احتياجاتها و هو امر حيوي جدا لتحقيق التنمية المستدامة.
- ⁠تمكين المرأة سياسياً، يشجع المرأة على المشاركة الكاملة في عمليات صنع القرار، والمساهمة في إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع ويعزز دورها في التمثيل العادل في مؤسساتنا الوطنية.

فما هي التحديات التي تواجه المرأة في مجتمعنا ؟! 
ان العادات والتقاليد والأعراف السائدة في مجتمعنا تمثل العقبة الرئيسية التي تحد من مشاركة المرأة الكاملة في عمليات صنع القرار و استقلالها المادي و ايضا تحد من دورها الاجتماعي في المجتمع وذلك لأسباب عديدة منها : عدم الاعتراف بكفاءتها و قدراتها على احداث التغيير في حياتها و في المجتمع وعدم تقبل ظهورها بشكل كامل امام المجتمع . 

وتواجه المرأة تحديات كبيرة من حيث القيود الاقتصادية على التمويل فهنالك شروط معقدة لحصولها على التمويل المالي الذي تحتاجه او الرعاية من الغير غير مدفوعة الاجر  لتتمكن من إنشاء مشروعها الخاص لتتمكن من الوصول للاستقلال المادي لسد احتياجاتها .  

وبدوري هنا أناشد الجهات المعنية بتسهيل إجراءات الحصول على التمويل لدعم و تمكين المرأة اقتصاديا . 

وايضاً من ضمن التحديات التي تواجهها المرأة في مجتمعنا فجوات سوق العمل في بعض المناطق و بعدة مؤسسات التي لازالت تفضل منح بعض الفرص الوظيفية للرجال دون النساء واعتبار ان المرأة لازالت غير كفء ، وان بعض من المؤسسات لازالت تمنح الرجل أجراً اعلى من أجر المرأة على نفس المسمى الوظيفي ، وهنا نناشد بالمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق لتمكينها بشكل كامل اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً في المجتمع.

وبختام مقالي هذا أرى أن التمكين هو مساواة بين الرجل و المرأة في الحقوق والواجبات دون المساس بالأدوار الفطريه لكلا الجنسين 
وانها علاقة تكامل وليست تنافس 
حيث أن التكامل بين الجنسين و أختلافاتهم تساهم في إثراء المجتمع .
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير