د.غازي ذنيبات يكتب : الأخوان يتخبطون
نبأ الأردن -
عندما شرعنا في مناقشة قانون الجرائم الالكترونية قبل عامين، سمعنا من الإتهامات والشتائم من زملائنا النواب في الفريق الأخواني، وغيرهم، وقالوا بنا ما لم يقله مالك في الخمر، وكان عنوان الحملة الشرسة هو محاربة تكميم الأفواه.
في جلسة مجلس النواب يوم أمس، كنت حاضرا، وكان خطاب أكثر من نائب من الأخوان هو مطالبة الحكومة بتكميم الأفواه التي تنتقد الأخوان، بدل مقارعة الحجة بالححة، لا بل ذهبوا الى ما هو أبعد من التكميم الى المطالبة ب (لجم الأفواه) ؟؟؟.
الخطاب الأخواني يوم أمس افتقد إلى الرزانة والرصانة والحلم الذي كان، والذي يجب أن يتحلى بها من يلبس عباءة الدين، والتقوى، والصلاح، وانتقل إلى خطاب المهاترة الصبياني المتخبط غير المتزن ، والذي يعبر عن الأزمة الخانقة التي وضعت الحركة نفسها بها، ولم تعد قادرة على الخروج منها. بعد أن أغرقت نفسها بخطاب ثوري كفاحي هي تعلم يقينا انه خطاب تخريبي شعبوي كاذب، لا يستند إلى أساس حقيقي، وأنه لا غاية ترجى منه، ولم يقدم شيئا لأهلنا تحت الإحتلال، ولا غاية له إلا تخريب البلد، وتجويع أهله، وتشريدهم وإلحاق البلد بنماذج كثيرة قريبة لا سمح الله.
أحدهم كان يجلس خلفي هو وفريق من أخوانه، وكان يتحدث على مسامعي بقوله هؤلاء الذين يتحدثون على الفضائيات (مترزقون)، وكان إخوانه من حوله يهزون رؤوسهم إعجابا بجرأته، كنت قادرا على تحدي من يتحدث عن الارتزاق، وكان يمكن أن أفتح عشرات الملفات المالية المتشحة باللون الأسود القاتم التي تنضح بالمال الأسود، ليعرف الناس من هم المترزقون فعلا لكنها الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.
مؤسف، محزن، مؤلم هذا المشهد الأخواني الكئيب، أن تفقد قيادات الحركة الإسلاميه ضوابطها، وتظهر بهذا النزق الصبياني، وهذه الحدة، والعصبية، والإنفلات.
على كل حال نتفاءل فربما كان هذا الحراك والانفعال، والنرفزة هي بعض العلامات الحيوية للاستجابة التي يحبذها الأطباء للمريض بعد الصدمة، مؤشرا على بدء الشفاء، والخروج من الأزمة والغيبوبة.
ها نحن ننتظر وإن غدا لناظره قريب، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
د. غازي الذنيبات

























