سامية المراشدة تكتب: حكي قروي "بعد الأربعين يا رب تعين "

{title}
نبأ الأردن -
خلونا نحكي بالعاميّة في جلسة ودية على فنجان القهوة بعيد عن تجمعات النسائية والتمكين والصحافة وفندق خمسة نجوم، تم مناقشة حوار هادف مع بنات أردنيات من حارتنا " اللي مثلنا تعال لعندنا " وحوار عميق ،ليس بسياسي ولا اقتصادي ولا ديني ولم يخرج عن نطاق حدودنا ،لكن اقترب كثير ممن ذكر ،لكن جمعنا رأي واحد ،"تذكرن لما امهاتنا وحجاتنا الكبار كانن يتزوجن على عمر ١٦ عام؟ والذكور على عمر ١٨ عام هذا في الستينات و السبعينات والثمانينات ،ايام كان وقت ما يخط الولد شاربه والبنت تصير صبية على أول عريس يتقدملها ،و في مقوله تنقال "عناك بأول سومة" الروايات كانت تأكد حديثنا ،حتى الأرملة تتزوج والمطلقة ويتسارعون عليها بالزواج ، ويعتبر من المخجل للفتاة يكون عمرها العشرين عاماً ولم تتزوج ، وتصنف ب "عانسة " ،في الزمن لكن كان عدد سكان الاردن بحدود مليون ونصف ،كان الإعتماد في العمل على الزراعة والحصيده والإنتاج المحلي اليدوي ،او الالتحاق بالجيش الأردني،كانت الحياة بسيطة الزوجة تعيش في منزل واحد يظم كل أفراد عائلة الزوج حتى مع السلف " تسمى الأسرة الممتدة" يتقاسمون الواجبات المنزلية من عجن الخبز وغسل الغسيل اليدوي والطبخ وغيرها ،بينما اختلف الأمر بعد ١٩٨٥ بينما كان التعليم يتوسع وفرص العمل تزداد في التعليم والصحة والمجالات الأخرى والتحضر يزداد ،وبسبب التحاق الطلاب في التعليم تأخر الزواج وأصبح متوسط سن الزواج ٢٢ عام للفتيات والشباب ٢٤ عام لكن تغير العمر الحقيقي المتاح للزواج ،مع تغير قوانين الزواج فأصبح الزواج على عمر ١٨ عام فما فوق لكلا الطرفين ، لكن الفارق أن ارتفاع نسبة الزواج سبب في ارتفاع نسبة السكان ،"حتى في مواقف طريفة " قد تكون الابنة حامل وايضاً امها في نفس العام "وتكررت هذه الحالة ،الفرق أن الزواج المبكر كان طبيعياً ومناسباً في ذلك الوقت ، وينجب الأبناء حتى يصبح الأب بعمر الأربعين والأم في الثلاثين لديهم أحفاد ، وأن عدد افراد الأسرة يتجاوزن العشرة فما فوق ،وبالرغم من بساطة العيشة والحياة الاجتماعية لكن فرص العمل كانت الأكثر وفرة في داخل الاردن وفي الخارج وخاصة في دول الخليج ومن هنا بدأت الاستقلالية في العيش ،منزل لكل عائلة واثاث ومتطلبات أخرى ،الذي أثر في حياته الاجتماعية ،ولو نعيد بالذاكرة نتذكر أن هناك من حصل على فرصتين من الوظائف الحكومية في الاردن ،حتى وصلنا الى ما بعد عام ١٩٩٠ فقط في زواج الاقارب كانت النسبة ٥٦٪ وقلت النسبة في ما بعد، بعد انتشرت الثقافة والحد من زواج الأقارب حتى يكون الانجاب سليماً انخفظت النسبة ،بينما كان يعيش المواطن الرفاهية المتاحه له في ذلك الوقت ،كان العمران و الزواج أقل كلفة والخير والزرع من الأرض وكانت الطموحات بسيطة ، ومن عام ٢٠١٠ بدأت حياة التحضر تأخذ زاوية أخرى من الحياة فأصبح التوجه للمدينة ومغادرة القرى ، وبدأ التعليم يأخذ الاهتمام أكثر وارتفع عمر الزواج بعد العشرين عام للفتاة ،حتى وصلنا إلى عام ٢٠٢٠ عام جائحة كورونا وضربة الاقتصاد الموجعة إلى عام ٢٠٢٤ ، نسبة الزواج العادي والمكرر ٣٩،٦٪ بسبب ارتفاع نسبة البطالة وغلاء المعيشة المتزايده وارتفاع سن الزواج لما بعد الثلانيين عاماً لكلا الطرفين الا من رحم ربي ،قد يكون الأمر طبيعياً بسبب تغييرات الاجتماعية والمتطلبات الحياتية ،لكن لا نستغرب نسبة الحالية تزداد بنسبة العازبات ٤٥ ٪ وان مليون فتاة تعدت العمر ٣٥ عام ولم تتزوج وهذا يعكس الأمر على الذكور أيضا ،،مقارنة بعدد حالات الطلاق في عام الماضي التي تعدت ١٤ الف ،وهذا أمر موجع للأسر ويسبب في انخفاض بعدد المواليد الجدد ، لكن لا نقف إلى هنا ،في حسبة بسيطة في الواقع من يحصل على وظيفه حكومية الآن يتجاوز عمره الأربعين عاماً ، من هنا يبدأ الحياة كما يتمناها المواطن في سن متأخر ،بعد العمل في قطاع الخاص قد يحصل عليه او العمل في حرفه معينه او العمل خارج الأردن لكن بفرص أقل كما في السابق، وهنا حياة المواطن معاكسة ،الإنسان الطبيعي المفروض بعد تخرجه من الجامعة يستغل شبابه و طاقته وأفكاره و يعمل في وظيفة الحكومية وبعد التقاعد قد يعمل في قطاع الخاص يستغل خبرته العملية او استثمار بسيط او يرتاح بعد التقاعد ،بينما "زمن الشقلبة" الشاب يقضي عمره في عمل بعيد عن دراسته "يطق طق عليها " ويأجل الزواج حتى تسمح له وظيفة تناسبه ويدخر لها لتكوين عائلة ، ومن بعد الأربعين يا رب تعين ،ماذا بقي من العمر ؟...لكن نقول كل شيء في العالم يتغير، المناخ يتغير ،التطور التكنلوجي يتغير ،التعليم والثقافة وتكوين الشخصية تتغير ،وقد لا نجد عمل في يوما ما، بعد التطور الذكاء الاصطناعي ،وقد نجد أن فكرة الزواج قد اختفت تدريجياً ،لكن تذكرت موقف طريف لحديث الرئيس الصيني والروسي قبل أشهر ،حينما كان الحديث عن إطالة عمر الانسان إلى عمر ١٥٠ عام باختراع زراع الأعضاء والأدوية ، وان عمر الستين عاماً سيكون في عمر الشباب ..... يا رب تعين
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير