عاهد الصفدي يكتب: التاريخ… أسطورة التكرار أم حقيقة الاستلهام؟
نبأ الأردن -
تعبيرٌ عميق في هدفه وغاياته، كثيرًا ما نستخدمه عندما يحدث أمر ما لنا أو لغيرنا، فنقول إن التاريخ يعيد نفسه. لكن هل يفعل ذلك حقًا؟ أم أننا نحن الذين نكرر العودة إليه؟
إن البشرية عبر آلاف السنين تطوّرت في الفكر والدين والعلم والمجتمع، وامتلكت قدرات هائلة في الاختراع والإبداع، ولا تزال تتقدّم بلا توقف. وهذا التقدّم لم يأتِ صدفة، بل كان نتيجة عوامل متنوعة؛ أهمها الرغبة في التغيير نحو وضع أفضل، والسعي لامتلاك وسائل الراحة والقوة، إضافة إلى الخبرات المتراكمة عبر التجارب القديمة التي مرّت بها الإنسانية.
وهذه التجارب القديمة — التي نسمّيها اليوم "التاريخ” — ليست أحداثًا تُعاد كما هي، بل مخزون هائل من المعرفة والنجاحات والعبر. فالعلماء والمفكّرون في شتى العصور لم ينتظروا التاريخ ليعود إليهم، بل عادوا هم إليه، يستلهمون من نجاحات من سبقهم. فمن ينكر فضل فلاسفة الإغريق، وعلماء الرياضيات والفلك والفيزياء والاجتماع؟ لقد كان نتاجهم أساسًا لما نعيشه اليوم من حضارة وتقدّم.
وسيأتي زمانٌ بعدنا، ينظر فيه جيل جديد إلى ما وصلنا إليه، ويعتبره جزءًا من تاريخ يساعدهم في إكمال الطريق. وهنا يتّضح المعنى الحقيقي:
التاريخ لا يعيد نفسه… بل نحن الذين نعيد قراءته، ونستلهم منه ما يعيننا على الاستمرار في التقدّم.

























