سامية المراشدة تكتب: وصفي التل مدرسة الأجيال والأبطال

{title}
نبأ الأردن -
في ذكرى الرابعة والخمسين عاما يا وصفي التل لم تغيب ذكراك التي نقشت على جدار قلوبنا والتي دونت احداث لا تنسى في اعماق عقولنا ، اين انت يا وطن من تاريخ يحاكي مدرسة وصفي ومجد وعزة نفس وصفي بل حنكته الإقتصادية والسياسية ونهجه الثابت بان الوطن الذي يعتمد على مقدراته البسيطة الذاتية وتطورها واستغلال مواردها وتشجيع زراعتها وعدم الاكتراث للعدو الأسرائيلي وتصريحاتهم وغيرها من السياسات التي انبت الأمل وقوة الإرادة في نظر الشعب بأكمله، بل وصفي اسطورة بطولية فريدة من نوعها لم ولن تتكرر ومازال الى الآن قناعتنا كشعب ان مكان وكرسي وصفي فارغ مهما تجددت الحكومات ، وما زلنا نبحث عن شبيه وصفي بين وجوه العابرة لكن ربما أن وصفي لا شبييه له ابدا مضمونا وجسداً .
 
وصفي التل حينما كان يظهر عبر الشاشة ويتحدث بعفويته وبيده السيجارة عن الأمور التي تمس الوطن ، الذي كان الجميع يشعر بمصداقية وثقة غير محدوده من أول كلمة يقولها بل لا شعوريا الجميع يحمل على كتفه جزء من معاناة الوطن لكي يخفف على وصفي همً واحدً من هموم وقضايا الوطن ، فزرعت الأراضي وانتعش الأقتصاد بتلك الفترة والاكثر من ذلك تعززت روح الوطنية ، وكان هناك تناغم متبادل وشعور لا إرادي بان وصفي لا تبدله الأيام والظروف لهذا احب الجميع وصفي، بل كان الجميع ينظر الى عيني وصفي التي فيها اسرار الوطن ، وحينما يراها يطمئن الجميع بأن الوطن بخير وان هناك انسان لديه ضمير عشق وطنه لحتى النخاع ، بل كثر اسم المحبب وصفي من بين العائلات والعشائر الاردنية مفتخرين بهذا الاسم وكان هناك أمل بان كل من يحمل هذا الاسم سيكون مفخره لعائلته .
 
لا نعلم ماذا نقول ونحن بأمس حاجتنا اليك يا وصفي نريد ان نطمئن فقط ، وفي قلوبنا ألم على وطن كثرت فيه المديونية علما بأنه لا تطور صناعي واقتصادي وزراعي يليق بوطن وصفي لوحظ على مدار السنين الا بعض البنيان وسوء البنية التحتية ، وفتح باب الاقتصاد للأستيراد اكثر من التصدير حتى لقمة عيشنا يا وصفي " القمح" ، لم نعلم من اين مصدر طحيننا ومكونات خبزنا ،بل مؤسساتنا التي انتشر فيها الفساد وهناك الملفات المتراكمة لدى القضاء، علما بأن وطننا ما زال يشكوا من ذاك الوقت من ضعف المقدارت ولم يتغير منذ الرابعة والخمسين سنة وحجة ألجميع في كل الاجتماعات واللقاءات بسبب ضعف سياسات النمو الاقتصادية .
 
ماذا نقول فيك يا وصفي ؟ عن الهوية الاردنية الثابتة الذي كان يحسب حسابها الجميع حبا وليس خوفا ، لا سرقه في عهده ولا تمرير قوانين تعيق الاقتصاد ولا تجارة خاسرة بسبب الكساد وضعف القدرة الشرائية ولا هروب المستثمرين ولا مؤتمرات واجتماعات وتوصيات مكتوبة على ورق دون تنفيذ .
 
لا اعلم ماذا اكتب يا وصفي لك؟ لكن من باب الغيرة والشوق والألم ، وأنا أراك وكأنك تقرأ حروفي وانت تهز رأسك وتبتسم ، وتقول لي يكفي يا بنتي لن يغار مني احد اكثر مني على وطني .
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير