عن غش الزيت .. ليبقى المزارع الأردني في ضميرنا قبل البحث عن "الشعبويات"
نبأ الأردن -
كتب محرر الشؤون المحلية -
مع دخول موسم الأوتار إلى البلاد، فقد زادت توقعات التفاؤل بموسم مطري جيد يحمل التباشير، خاصة للقطاع الزراعي الأردني الذي كان قاب قوسين أو أدنى من تسلل مشاعر الإحباط لديه، وهو القطاع الذي يعيل الآلاف من الأسر الأردنية.
وفي هذا السياق، فقد قفز إلى الذهن قضية زيت الزيتون التي كانت الشغل الشاغل لكثير من الأوساط خلال الفترة الماضية، ولعل اللافت للنظر هو حجم الضرر الذي لحق بسمعة الزيت الأردني، وبالمزارع الأردني الذي يعول على موسم الزيت، ليكون رافداً اقتصادياً له ولعائلة، ففي الوقت الذي امتلأ فيه "العالم الأزرق" في السوشيال ميديا، بأخبار الغش، فإن ذلك ولا شك، انعكس سلباً على المزارع الأردني، فالحقيقة تقول إن الغش لم يكن في يومٍ من الأيام صفة من صفات الأردني سواء كان مزارعاً أو غير مزارع، لكن، وخلال السنوات الخمس الماضية، كثر الحديث عن موضوع الغش.
وفي هذا السياق، يقول مراقبون إن كثيراً من الدول ومنها الدول المجاورة، اعتادت على خلط الزيت بمواد أخرى، وهو ما لم يعتد عليه الأردنيون، وفي هذا السياق، فإن المعلومات تؤكد، وحسب ما نُقل عن وزارة الزراعة وعن نقابة أصحاب المعاصر، فإن حصاد الموسم الحالي من الزيت يتوقع أن يكون بين 15 إلى 19 ألف طن، وهو ما يعني بأن المتوقع من إنتاج الزيت يصل إلى نحو مليون و 87000 تنكة زيت، وإذا ما استعرضنا الأخبار عن عن اكتشاف غش في الزيت، فإن حاصل ما تناقلته الأخبار يصل إلى نحو 300 تنكة زيت، وهي نسبة قليلة من الموسم المتوقع، وهذا لا يعني بكل الأحوال أن الغش يمكن أن يُقبل به، فهو مرفوض بكل منطق، لكن وبالمقابل، فإن حجم هذا الغش لا يجب أن يُلحق الضرر بالمزارع الملتزم وصاحب "الضمير" والذي لا يقبل الغش أصلا ويرفضه بشكل قاطع، بل إن حالات الغش هذه تنعكس عليه سلبا، وعلى موسمه، وعلى رزقه.
وفي جانب آخر من المشهد، فإن ما تردد أيضاً عن أسعار تنكه زيت الزيتون، فاق التسعيرة التي كان جرى التأكيد عليها وهي بين 100 إلى 120 دينار، وهو أيضا، ما فتح الباب للحديث عن استيراد الزيت الذي يجب أن يكون أرخص من هذه الأسعار المتداولة والتي وصلت إلى 180 دينارا للتنكة، وهذا أيضا، ولا شك فإنه ألحق الضرر بالمزارع الأردني.
يبقى القول إنه، وفي نهاية هذا الأسبوع، سيتم افتتاح معرض زيت الزيتون الأردني الذي سيجري في أرض المعارض بمكة مول في عمان، وهو المعرض الذي يعول عليه أيضا، المزارع الأردني ليكون رافداً اقتصادياً له ليكفيه طيلة الفترة المقبلة، وحتى الموسم الزراعي القادم، وعليه فإن الحديث عن الغش، أو عن التسعيرة غير المنطقية، ينعكس سلباً دائماً على المزارع الأردني، وهو الأمر الذي يحتاج إلى ضمير قبل أن يحتاج إلى نظريات اقتصادية، و"شو"، وبحث عن لايكات و"شعبويات".

























