د . بسام العموش يكتب: قررت أن أكون لطيفا

{title}
نبأ الأردن -
قال لي صاحبي /قررت أن أكون لطيفا ، لأنني وجدت ذلك أكثر راحة لي قبل راحة غيري ، فعلام الصراخ وشد الأعصاب ؟ وهل الصراخ يعني الانتصار ؟ وهل يعني التفوق ؟ وهل يعني نيل ما تريد؟ بالتأكيد لا ، فلو كان الصراخ مفيدا لحررنا فلسطين منذ أيام أحمد سعيد حيث كان يصرخ مناديا السمك ويقول له بلغة آمرة /تجوع يا سمك . لكن السمك لم يطعه ولم يجع بل استمر في بحثه عن طعامه ، لأن السمك كان مدركا أن الصراخ لا يعني الصواب ولا يعني الحق بل هو ملهاة للذات وتضليل للرأي العام . قررت أن أكون لطيفا لأنني لا اريد عداوة مع أحد ، فأنت تتعب حتى تحصل على صديق صادق صدوق ، لكنك بلحظة واحدة تجلب ألف عدو عبر الصراخ والشتم والزعيق . قررت أن أكون لطيفا لأننا في زمن شد الأعصاب وأنا أريد الاسترخاء ، ونحن في زمن الجلطات وانا لا اريد الضرر لنفسي ، ونحن في زمن اعجاب كل ذي رأي برأيه فعلام التوتر . قل كلمتك ليلتقطها مؤيدا من شاء وليرفضها من شاء ، فلا إكراه في الدين ، ولا إكراه في الرأي ، ولا إكراه في السياسة ، ولا إكراه في الفكر . ألسنا من كرمنا الخالق سبحانه ؟ ومن التكريم أن لا نكون متوحشين مثل سكان الغابة . لنكن حضاريين متحاورين بلطف ورقي وابتسامة دون انتفاخ للأوداج ولا احمرار للوجه ولا تراشق بالشتائم ، فليكن الاتجاه معاكسا لا متضاربا ولا مسرحاً لاستعراض العضلات .
لن تكسب الجولة بالصراخ فهناك من يراقب المشهد ويؤيد الشخص الحضاري الواثق مما يقول ، الحافظ لدرسه ، والمقدم لأدلته .
غلبني صاحبي في الحوار حيث كنت من أنصار القوة والتفاعل والغضب فلبيت نداءه وقررت أن أكون مثله لأن من هم أفضل منا وهم الأنبياء سيأتي بعضهم ولم يستجب له أحد ومع ذلك فمكانته محفوظة عند ربه .
نصحيتي أن نكون لطفاء فيما نعرض فالمؤمن ليس بلعان ولا طعان ولا فاحش ولا بذيء.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير