احمد ايهاب سلامة يكتب: يوميات اردني
نبأ الأردن -
تستيقظ لتفتتح يومك بجرعة روتينية من الإعلام ووسائل التواصل، تهيئ قهوتك وقبل أن تلامس الشفاه رشفتها الأولى ينقض عليك خبر ارتفاع الأسعار تنقر ثانية..فإذا بانتحار فتاة من جسر عبدون تنزلق بين الأخبار فإذا بمشاجرة تسفر عن قتيل وجريح.
وقبل أن تشم رائحة قهوتك يصفعك مقطع لشبان يجرون رجلا من مركبته ويضربونه بوحشية تهرب بحثا عن خبر ينعش صباحك.. فتقع على شاب يطعن نفسه أمام المارة وآخر يعلن إفلاسه ويطلق زوجته لأنها أرادت كنبة تشبه تلك التي اشترتها زوجة أخيها نكاية بها حينها تلعن اللحظة التي وُلدت فيها مواقع التواصل.
تهرب مجددا أملا بخبر جميل.. فإذا بالنتن ياهو يستعد لجولة عدوان جديدة على غزة، تزداد خيبتك ويثقل رأسك وتزداد هرمونات النيرفز والستريس لتجد منشور أحد الفيسبوكيين يعيد كلمة لبشر الخصاونة مرفقا بتعليق: أين أيامنا الجميلة يا دولة الرئيس؟ ثم صورا لموائد الوزراء..فتلعن الساعة التي اشتريت فيها هاتفا.
تسكب قهوتك التي فقدت طعمها ورائحتها وتغلق المواقع والإذاعات والتلفاز عازما أن تكمل يومك بلا خبر ولا نكد
وما إن تلتقط أنفاسك…حتى يصفر واتساب (تبتسم) ظنا منك أنها نكتة تنقذ مزاجك، فإذا برسالة من جاركم أبي معاذ
تحذير غليظ: إن لم تنسخ الرسالة وترسلها إلى خمسين صديقا.. فأنت ملعون وابن ملعون ومصيرك جهنم!

























