د.حسن براري يكتب : لقاءات شكلت المنطقة
نبأ الأردن -
لقاء الملك عبدالعزيز والرئيس الأمريكي روزفلت على ظهر السفينة USS Quincy في قناة السويس في العام ١٩٤٥ كان بمثابة تدشين علاقة قامت على النفط مقابل الحماية. جاء اللقاء مع نهاية الحرب العالمية الثانية.
- الملك حسين وأيزنهاور عام ١٩٥٩ بعد سقوط النظام الهاشمي في العراق ودشن علاقة مرنة هدفها ضمان بقاء النظام واستقرار الأردن في ظل الصراع العربي الإسرائيلي وفي ظل ارتفاع وتيرة الحرب الباردة العربية بين معسكرين: التقدمي والرجعي في لغة تلك الأيام.
- السادات مع نيكسون عام ١٩٧٤ بعد احراز مصر انجازا عسكريا ملفتا ويدرس في العبور وتدمير خط بارليف في السادس من اكتوبر، أفضى هذا اللقاء إلى انتقال مصر من المعسكر السوفييتي المتهالك إلى الأمريكي المهيمن بقيادة ثنائية نيكسون - كسينجر وقاد إلى معاهدة السلام مع إسرائيل.
- لقاء الرئيس الشرع مع الرئيس ترامب قبل أيام وفيه تنتقل سوريا رسميا من محور الممانعة إلى محور تقوده الولايات المتحدة، وهو لقاء اتسم بالمناورة السياسية ومحاولة فك العزلة ضمن نظام دولي مضطرب.
وهكذا، تكشف هذه اللقاءات الأربع عن محطاتٍ مفصلية أعادت تشكيل الخريطة السياسية للشرق الأوسط عبر سبعة عقود: من لقاء النفط والأمن بين عبدالعزيز وروزفلت، إلى البراغماتية الهادئة للملك حسين، ثم الانعطافة الكبرى التي قادها السادات نحو واشنطن، وصولًا إلى التحول السوري الأخير مع ترامب، نرى خيطًا واحدًا يجمعها جميعًا: القرار العربي في لحظات الأزمات الكبرى كان دومًا يتجه نحو القوة المهيمنة في النظام الدولي بحثًا عن الأمن والبقاء. هذه اللقاءات لم تكن مجرد صور دبلوماسية، بل نقاط انعطاف غيرت مسار المنطقة وأعادت تعريف علاقتها بالعالم.
والنتيجة، أن النظام الإقليمي يشكل ويعاد تشكيله بفعل العامل الخارجي.

























