احمد ايهاب سلامة يكتب: عورة المدن تحت وطأة الشتاء والجوع

{title}
نبأ الأردن -
عندما يحل الشتاء، تتعرى بلادنا العربية بأسرارها الموحشة وتنكشف أزقتها المظلمة ومناهلها الغارقة في الفقر وبيوتها المهددة بالسقوط الشوارع التي قد تغرق عند أول زخة مطر وصيحات الجوع المنبعثة من قلوب الآباء الذين لا يجدون مأوى وعائلات تبحث عن أي مدفأة تأويهم في ليالي البرد القارص.

في الشتاء.. كل كلام السياسة المعسول ومبرراته لا يمنح الدفء لأطفال عجز والدهم الذي أحنى الزمان ظهره عن شراء صفيحة وقود لمدفأة وكل التنظير اﻻقتصادي "الخزعبلائي" المطعم ببهارات وطنية ﻻ يسكت رضيعا عن البكاء ولا يخمدهم التنظير وهم لا يجدون من يعينهم على بطن خاوي سوى أمهاتهن المنهكات من وطأة الفقر اللاتي لا يملكن حتى ثمن علبة حليب.


كل المبررات الحكومية وإعلامها الببغائي والناطقون باسماء وزرائها ووزاراتهم المجملون قبحها بزيف كلماتهم، المبررون تجويعنا وجنون أسعارهم، لا تساوي تعريفة واحدة وﻻ تصرف في مخبز لاذت به سيدة عجوز لشراء ربطة خبز ولم تجد في "جزدانها" سوى حبات ضغط وفواتير ماء وكهرباء

عندما تورث الوظائف العليا في بلادنا توريثا.. ويضمن "نجل معاليه" مستقبله مذ يخرج من رحم أمه المقدس وملعقة ذهبية في فمه
سيان كان فاشلا او مختلا، بحكم مؤهلات جيناته الوراثية قد تفكر في تعليق علمك وترك شهاداتك التي نلتها بشقاء وعرق وقد ينتهي بها المطاف في مرحاض بيتك في لحظة ضيق لا استطيع وصفها.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير