ميسر السردية تكتب : أوهام

{title}
نبأ الأردن -
في الفيلم الصامت «حمى الذهب» لشارلي شابلن، يسافر رجلان، عملاق وهزيل، إلى ألاسكا بحثًا عن الذهب. يسيطر العملاق على الهزيل ويخضعه لمشيئته، ويستولي على أتعابه. ومع تساقط الثلوج وحصار البرد ونفاد المؤونة، يشتد جوع العملاق، ولما لم يجد شيئًا يسد به معدته الكبيرة، بدأ يتخيل "شريكه" دجاجة، فيطارده ليذبحه ويأكله، كأن البقاء صار مرهونًا بقوة الجشع وغياب الرحمة.

هذه الصورة السينمائية سبق واستعان بها الأديب السوري فارس زرزور -رحمه الله- ليختصر حقيقة ما يسمى بـ"المصالح المشتركة"، التي يرددها قادة الدول وسياسيوها لتبرير العلاقات بين دولة قوية وأخرى ضعيفة. (الاتفاقيات، المعاهدات، المواثيق، التسهيلات، الصفقات، الزيارات) التي ينطق جوهرها، وبعيدًا عن التزويق، بحقيقة علاقة ذئب بنعجة. ففي ظل الجبروت واختلال موازين القوى وتحسين شروط الاحتلال والهيمنة، لن يملك الضعيف سوى الخضوع لما يُفرض عليه، بلا أمل في الهروب من الافتراس، أو النجاة ببعض كراعه، ولا القدرة على استعادة ما فقد، أو حتى المناورة تحت ظل المقولة المندثرة: "انج سعد فقد هلك سعيد".

عمومًا، قد يقول الصمت ما لا يستطيع الصوت قوله أحيانًا.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير