أمل خضر تكتب: كيف تصنع المرأة العربية التغيير في المشهد الإعلامي والسياسي

{title}
نبأ الأردن -
يشهد العالم العربي في السنوات الأخيرة حضورًا متناميًا للمرأة في المشهدين الإعلامي والسياسي، بعد عقودٍ ظلّت فيها أدوارها محدودة أو شكلية. اليوم، لم تعد المرأة العربية تكتفي بالمشاهدة أو التعليق، بل أصبحت جزءًا من صناعة القرار، وفاعلة في تشكيل الوعي الجمعي وصياغة الرأي العام. إنها تنتقل من الهامش إلى المركز، ومن الدور المساند إلى موقع التأثير الحقيقي.
في المشهد الإعلامي، برزت المرأة العربية كصوتٍ مهني واعٍ، استطاع أن يعيد تعريف الرسالة الإعلامية على أسس من المصداقية والإنسانية. لم يعد وجودها تجميليًا أو شكليًا كما كان يُعتقد سابقًا، بل أصبح قائمًا على الكفاءة والقدرة على إدارة الحوار، والتحليل، وصياغة المحتوى بمهنية عالية.
لقد أثبتت الإعلاميات العربيات أن الذكاء والموضوعية والالتزام هي معايير النجاح، لا الشكل أو الظهور فقط. من البرامج السياسية إلى التحقيقات الميدانية، ومن المقال الصحفي إلى المنصات الرقمية، أصبحت المرأة قادرة على مخاطبة القارئ والمشاهد بعقلٍ منفتحٍ ورسالةٍ هادفةٍ تصنع فرقًا في وعي المجتمع.
أما في المشهد السياسي، فقد دخلت المرأة العربية ساحات القرار بإرادة واضحة، مدعومة بالكفاءة والتعليم والخبرة. لقد تجاوزت مرحلة "التمثيل الرمزي” إلى المشاركة الفعلية في صياغة السياسات العامة وإدارة الملفات الحساسة.
وجودها في البرلمان، والوزارات، والمؤسسات القيادية لم يعد مجرد استجابة لضغط اجتماعي أو مطلب حقوقي، بل هو إدراك وطني بأن تمكين المرأة ليس خيارًا تجميليًا، بل ضرورة لتوازن المجتمع وتقدمه.
وقد أثبتت التجارب أن المرأة السياسية العربية تُضيف بعدًا من الاتزان والرؤية الشمولية في اتخاذ القرار، وأن صوتها غالبًا ما يحمل بعدًا إنسانيًا وعقلانيًا في آنٍ واحد.
إن تلاقي الإعلام والسياسة في شخصية المرأة العربية المعاصرة جعل منها قوة ناعمة للتأثير والتغيير. فهي تدرك أن الكلمة يمكن أن تكون أداة توعية، وأن الموقف يمكن أن يصنع تحولًا في اتجاهات الرأي العام. من خلال هذا الوعي، أصبحت المرأة قادرة على تحويل تجربتها الفردية إلى نموذجٍ مجتمعي يلهم غيرها من النساء للانخراط في دوائر الفعل لا الانتظار.
ورغم ما تحقق من إنجازات، لا تزال هناك تحديات تواجه مسيرة المرأة في هذين الميدانين، أهمها ضعف الفرص المتكافئة، والقيود الثقافية، وصعوبة الوصول إلى مواقع القرار العليا. إلا أن الثابت أن المرأة العربية ماضية في طريقها بثقة، مدفوعة بإيمانها بقدرتها على إحداث التغيير، وبوعيٍ يتجاوز العقبات نحو مستقبلٍ أكثر عدالةً ومشاركة.
إن المرأة العربية اليوم لا تكتفي بالمطالبة بدورٍ في المشهد الإعلامي والسياسي، بل تصنع المشهد نفسه. فهي تمارس التأثير بوعيٍ ومسؤولية، وتؤمن بأن التغيير لا يأتي بالصدفة، بل يُصنع بالعلم والعمل والموقف.
ومن هنا، يمكن القول إن الحضور النسائي لم يعد مجرد صفحةٍ جديدة في التاريخ العربي، بل عنوانًا لمرحلة جديدة تؤمن بالشراكة، وتستند إلى الكفاءة، وترسم ملامح مستقبلٍ يليق بعقل المرأة وبدورها في بناء الأوطان.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير