سامية المراشدة تكتب: قلاية البندورة
نبأ الأردن -
بعد ما سمعنا كثيراً يجب المحافظة على الطبقة الوسطى ،إلا أننا نحاول كما يتطلب منا أن نكون مع ايقاع الوطن وأن لا نخرج منّا عزف نشاز لأن الوطن في هذه الظروف يحتاج إلى توحيد الصفوف .
نعود إلى الحديث عن الطبقة الوسطى وهي المقصودة التي تعزف على إيقاع منضبط ،التي يفرحها نزول الراتب في أول الشهر وبعد خصم القرض وايجار المنزل وتموين المطبخ والمصاريف والقائمة التي نعرفها جميعاً،بما يجعلنا أن نميل كل الميل الى العودة نحو التقشف والبحث عن تمشاية الحال حتى نصل إلى بداية شهر جديد فيه راتب جديد ويتكرر النهج الذي نتبعه ،في هذا الوقت كل عائلة تمجد ثقافة التغميس في طبق أقل تكلقة على ما نعتقد ، لكن بعد إكتشاف أن الطبقة الوسطى تعتبر حتى في قلاية البندورة تكلفة ، وبينما العالم يهتم بالاقتصاد يتجه نظره نحو بورصة الذهب والنفط وارتفاع شركات الأسهم والخسائر و الأرباح ،مواطن الطبقة الوسطى لا يفكر إلا في بورصة أو تسعيرة الخضروات التي تعلن يومياً في محلات بيع الخضروات ،خاصة البندورة ، أو ما تسمى في العالم الطماطم أو القوطة أو المشيطة ،إلا أن القلاية التي يحبها الاردنييون ،أو الجز مز السورية أو الشكشوكة ،أو زاهدة في العراق ، البندورة بورصتها ما بين الربع الدينار المعروضة في بسطات خارج المحل كنوع من النخب الثاني بينما يرتفع نخب الأول نحو نصف دينار أو أكثر اذا كانت المعروضة في داخل المحل ، بينما ما تحتاجه الأسرة الاردنية نحو كيلتين أكثر او أقل حسب عدد أفرادها ، وكما يعلم الجميع القلاية لا تقف على البندورة التي كانت تعرف بفاكهة العرب التي كان يتناولها المزارعون من الحقل يلتقطها ويمسحها بطرف قميصه "ويجغمها "تريد أيضا رأس من البصل المواني الأحمر الذي ارتفع سعره بينما هناك بديل البصل الابيض سعره معقول ، وكم سن ثوم "صيني أو بلدي " حسب الرغبة ،بينما وجدنا أن القلاية التي لا تخلوا من قرن فليفلة الحار التي تجاوز سعره على الكيلو نصف دينار ، لكن هذا الأمر لا يتوقف إلى هذا ،أين زيت الزيتون ؟،بعض المنازل الان موجود فيها "توالي زيت زيتون من العام الماضي وقت ما كانت تباع التنكة بحدود مئة دينار "الان تجاوز سعرها عن ذلك ، لكن هناك بديل زيت الذرة الذي سعره للتر دينار والنصف ، وفي بورصة البيض كل بيضه ب عشرة قروش ،واذا وضعت عدد من البيض فوق قلاية البندورة التي اختلطت معها تلك المكونات فترتفع سعر مكونات تلك التغميسة لا يقل عن ثلاثة دنانير لكن إذا أضيف اللحم هذه أصبحت اكلة خرجت من نطاق المتوسطة والفقيرة ، ولا ننسى ثمن رغيف الخبز "عشرون قرشاً" اي قد نحتاج إلى رغيفين بأقل إحتمال ، لكن حتى نبقى كما يتطلب منا أن لا نكرر مصطلح لدينا طبقة فقيرة والحديث عن الطبقة المتوسطة و نعزف على إيقاع وطني واحد نرى بعض من الطبقة الغنية تنظم الى محبين قلاية البندورة كنوع من التواضع والشوق لأكلها والتنوع ،لكن هل فكرنا ما فائدة قلاية البندورة ؟ تعزيز صحة البشرة والعين والقلب وتقوي المناعة و فقر الدم ،قليلة سعرات الحرارية ،ومن أضرارها تزيد الحموضة في المعدة وخاصة عند الكارهين للبندورة وتزعجهم مواقف الوطنية، وهناك رد فعل تحسسي للذي عندهم حساسية البندورة وينصح لهم بعدم أكلها او حتى نطق البندورة نهائيا ً، تعمل أحياناً عسر الهضم وهذا قليل ما يحدث وان حدث يكون من اصحاب أجندات الذباب الإلكتروني المغرضه لكن لا ننصح بها للذين يصيبون بتورم اللسان والفم والوجه وهذا قليل ما يحدث و يصابون بداء لا يفهم حتى عند الامراض النفسية ،لكن كل أردني يعتز بتلك الأكلة وليست معيار بل طبق يحترم كما في سوريا والعراق ، ويكثر الحديث عنها لأنها نعمة من نعم الله ،وتطبخ حتى لو على نار ااحطب بالسهل وبين الأشجار ، تأكل على مائدة الأغنياء ،قلاية البندورة ليست طعام للطبقات لا بل هي مزيج جميل نحو البساطة بالتحديد الطبقة الوسطى ،هل ذكرنا الطبقة الفقيرة ؟ لا بل نحن من يجيد العزف على إيقاع واحد ، قلاية البندورة ينصح بها الأطباء اكلها بين حين وآخر ،واعزف يا مواطن على ايقاع واحد ..

























