أحمد سلامة يكتب : حكاية أردني
نبأ الأردن -
رجل لا يعرفه أحد ومع ذلك يليق به المجد وترفع لأجله الرايات لا القبعات يسير في الطرقات كأنما يحمل الأرض على كتفيه، أثقلته الديون وخنقته الحياة وما يزال يقاتل لا طلبا للبطولة بل فقط ليستمر في التنفس..
حي بنبض بالكاد يسمع، ورئتان احترقتا نيكوتينا منذ أعوام الجوع الأولى، ولد في زقاق بائس لأبوين لا يملكان من الدنيا سوى بطاقات المؤن وأحلام مستعملة، وأخوة يتناسلون كهموم لا تنتهي
شب بين الجوع والقهر، وركض خلف كسرة الخبز قبل أن يعرف كيف يكتب اسمه،كان ينتظر أن تجف ملابسه الوحيدة ليذهب إلى المدرسة، ثم يكمل يومه صبيا في كراج يهان فيه.
يدخن ليفر من نشرة الأخبار، من وجه زوجته ومن ذاكرة الوعود المكسورة، يلف سيجارته كأنما يلف عمره، ينام على صوت شخير أم العيال، ويصحو ليحرق ساعات أخرى من الانتظار العقيم
يصاب بالدوار كلما جاءته زوجته بفواتير الماء والكهرباء أو أقساط جهاز كهربائي لا تعرف كيف تشغله، لكنها اشترته نكاية بزوجة أخيه
يرتدي ذات القميص البالي منذ عشرة أعوام يغسل أيامه بالصبر ويكويها بالحسرة، لم يعد يحلم بشيء، فالأحلام ترف لا يليق بفقراء الوطن
هو باختصار: المواطن ذاك الذي طحن حتى اختزلت حياته في معركة يومية لتأمين الخبز وسداد الفواتير مواطن لا يحلم لأنه ببساطة
لا يملك ترف الحلم
بالمناسبة الدين العام وصل 47 مليار وهذا مؤشر خطير لا يجب تجاوزه وعلى العقلاء أن يتدخلوا.

























