د.حسن براري يكتب:أردوغان وغزة!!

{title}
نبأ الأردن -
عزة هي بوابة أردوغان إلى النظام الإقليمي القادم ومن أعادة الأعمار إلى إعادة التوازن

اتخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مدار العامين الفائتين مواقف تأرجحت بين الصبر التكتيكي والمراهنة الاستراتيجية، وبالتحديد إتخذ وضعية المتربص (كما كان ياغو في عطيل لشكسبير) ثم دخل بقوة في لعبة إعادة تشكيل الشرق الأوسط من بوابة غزة. 

هناك العديد من التقارير التي صدرت عن مراكز التنك تانك بالولايات المتحدة تنشر تقارير تفيد بأن أردوغان بقي يراقب تحولات النظام الإقليمي ويستثمر في أدوات نفوذه (العلاقات مع حماس، الدور في الملف السوري، ومشروعات اقتصادية ودبلوماسية)، وأخير انقض واستثمر  فرصة تراجع اللاعبين التقليديين ليصبح لاعبًا فاعلاً في صياغة نتائج ما بعد الحرب. 

اتخذ التدخل التركي في ملف غزة  بعدين مهمين هما:
الإنساني-السياسي (قدمت أنقرة نفسها كحليف للشعب الفلسطيني وراعٍ لإعادة الإعمار)، والاستراتيجي/ الرمزي (إعادة تموضع تركيا كقوة إقليمية قادرة على الوساطة وفرض شروطها على طاولة التفاوض). لهذا السبب أعلنت أنقرة غير مرة استعدادها للمساهمة في إعادة بناء غزة، واستغلال نفوذها لدى الأطراف الفلسطينية لتأمين موقع مؤثر في أي ترتيبات مستقبلية. 

هذه إعادة هندسة لا تتوافق بالضرورة مع شروط أو مصالح إسرائيل، ولذلك وكما يفيد تقرير لصحيفة الجيروسالم بوست فإن التقاطع بين المشروع التركي ومصالح تل أبيب ربما يتحول إلى صدام سياسي، وبخاصة إذا ما غدت  تركيا الشريك المباشر في إدارة ملفات أمنية وإنسانية داخل غزة. طبعا، وربما   تقبل إسرائيل مشاركة عربية أو دولية تحت شروط تقيد نفوذ حماس. وعلينا أن نتذكر دوما أن أنقرة تتعامل مع حماس كقوة تمثيلية لا يمكن استبعادها نهائيًا، وهذا يفتح صدور احتكاكات على الأرض وفي الساحات الدبلوماسية. 

بكلمة، كل ما نراه من مناورات تركية هي محاولات ممنهجة لاستثمار فرصة إقليمية لرفع وزن تركيا الإستراتيجي الأمر الذي سيرتب ثلاث نتائج محتملة هي:
 - مكاسب دبلوماسية وأنساق نفوذ لأنقرة عبر بوابة غزة
- احتكاك متواصل مع إسرائيل على حدود النفوذ والشروط
- احتمال قيام تحالفات أو تنافرات جديدة مع لاعبين إقليميين ودوليين الذين سيحاولون إعادة ضبط الدور التركي حسب حساباتهم. في المشهد الحالي، لا ينبغي الاستغراب إذا كان لحماس دور مركزي ضمن هذه الخريطة، لأن أنقرة تحتاج شريكًا داخليًا في غزة لتكريس أي نفوذ عملي.

ما سبق هو تحليلي الخاص لما يمكن أن تسعى إليه أنقرة ويبقى السؤال عن موقف إسرائيل والولايات المتحدة وربما مصر من هذا المشروع التركي!
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير