عبدالله بني عيسى يكتب : ضبط احتلافاتتا على إيقاع الوطن
نبأ الأردن -
نادرًا ما يطول عمرُ التوافق بين الأردنيين؛ فمَن تتفق معه اليوم على قضية سياسية، قد تختلف معه غدًا في شأن اجتماعي، ومن تختلف معه في موضوع ثقافي اليوم، قد تجد نفسك متفقًا معه غدًا حين يكون الحديث عن الفن مثلاً.
المهم ألا يتعوّد المجتمع على الإقصاء؛ فالاختلاف والتباين طبيعيان، بل ضروريان، لكن الخطر يبدأ حين يحاول أحدهم إلغاء الآخر أو قمعه أو استهداف وجوده لمجرد أنه مختلف، أو يطالب باجتثاث فكرة لا تُعجبه. هناك تحديدًا تكمن بذرة الانقسام المجتمعي.
الاختلاف صحي، وإدارته بشكل سليم ضمانةٌ لمجتمعٍ متنوعٍ يحترم كلّ الآراء، لكن الإقصاء مقتلة.
لا ننتظر، ولا ينبغي أن نتوقع، أن يتوافق الأردنيون على رأي واحد أو موقف موحد في كل الأحوال، لكننا نحتاج أن نضبط اختلافاتنا على إيقاع الوطن؛ نحتاج إلى قوانين تحمي حقي وحقك في الاختلاف، وتمنع أيًّا منا من التغوّل على الآخر.
نحتاج إلى دليل يرشدنا إلى سبل الاختلاف دون سباب أو شتائم أو "تحمير عيون” و"مجاكرة" و"مجاحرة" أو استئثار بالوطن أو احتكار الحقيقة أو لوي أعناق الأفكار أو فرز أصحابها وفقاً لتصورات ذاتية ضيقة.. أصعب ما يمكن تخيله أن تكون هذه الأساسيات ترفاً في مجتمعاتنا.

























