د.حسن براري يكتب : التحليل السياسي حرفة .. اختلط الحابل بالنابل!
نبأ الأردن -
شاهدت بالأمس برنامجا حواريا على أحدى الشاشات وهالني الايغال في التضليل والهجوم والاصرار على موقف واحد صحيح لا يأتيه الباطل.
الفرق بين من يحلل ليعبر عن موقف، ومن يحلل ليصل إلى الحقيقة، هو فرق جوهري بين من ينطلق من النتيجة إلى المقدمات، ومن يبدأ من المقدمات ليصل إلى النتيجة.
فالأول يجعل رأيه هو البوصلة، فينتقي المعلومة التي تخدم موقفه، وأحيانًا يعيد صياغتها أو يؤولها ليثبت موقفه، فتحكمه الرغبة في الإقناع لا في الفهم، ويغلب عليه الانفعال لا الموضوعية. أما الثاني، فينطلق من منهج البحث لا من نزعة الانحياز، فيتتبع الوقائع والقرائن من كل الأطراف ويستمع لكل وجهات النظر ويوازن بينها بعقل بارد ونظر ثاقب. طبعا، غايته الوصول إلى نتائج واقعية حتى لو خالفت ما كان يظنه في البداية.
الأول يكتب ليؤكد رأيًا، والثاني يكتب ليكتشف حقيقة، وبينهما المسافة ذاتها بين الخطابة والبحث، بين الميل العاطفي والحكم المعرفي، وبين من يفسر العالم كما يتمنى ومن يفسره كما هو.

























