د.حسن براري يكتب : بعد عامين

{title}
نبأ الأردن -
الوثائق التي حصل عليها الجيش الإسرائيلي من داخل غزة جرى نشرها مؤخرًا عبر مركز مئير أميت للمعلومات حول الاستخبارات والإرهاب (Meir Amit Intelligence and Terrorism Information Center)، وهو مركز تأسس منذ سنوات تكريمًا لرئيس الموساد الأسبق مئير أميت، الرجل الذي لعب دورًا محوريًا في إقناع الإدارة الأمريكية بدعم قرار الحرب الإسرائيلية في حزيران 1967.

اطلعت على ما نشر من وثائق، ويبدو أنها أصلية وممهورة بتوقيع يحيى السنوار، وتشمل مراسلات بينه وبين الإيرانيين (محمد سعيد أيزدي المعروف بإسم "الحاج رمضان" والذي قتلته اسرائيل في عدوانها على إيران) تكشف أن التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر بدأ فعليًا بعد حرب عام 2021 المعروفة باسم سيوف القدس. بعد تلك الحرب، ترسخ لدى السنوار الاعتقاد بأن هزيمة إسرائيل ممكنة. وتشير إحدى الرسائل إلى أنه طلب من الإيرانيين مبلغ نصف مليار دولار لدعم خططه، وأن حسن نصر الله كان متحمسًا لفتح جبهة لبنان لا بصفة اسناد بل كشريك كامل في الحرب، غير أن إيران رفضت ذلك.

طرج السنوار سيناريوهين: هجوم كامل من حماس حزب الله وإيران وهذا سيناريو رفضته ايران مباشرة، أما الثاني فكان هجوم حماس مع جبهة اسناد نشطة وافقت عليه إيران وبالفعل بدأت التمويل يصل لحماس بناء على هذا التفاهم. لذلك فإن اصرار إيران وحزب الله بأنه لا علما لهما بقرار السابع من أكتوبر موضع شكل بعد قراءة مراسلات حماس مع الإيرانيين.

كما تكشف الوثائق أن الدعم المالي الإيراني لحركة حماس توقف خلال العامين الأخيرين من فترة قيادة خالد مشعل، ولم يستأنف إلا بعد خروجه من القيادة بسبب موقفه من الأزمة السورية. وتشير الوثائق إلى أن التخطيط للعملية لم يكن معروفًا على نطاق واسع داخل القيادة السياسية للحركة، باستثناء إسماعيل هنية.
ويبدو من مضمون الرسائل أن السنوار كان يدرك أن إيران لن تشارك مباشرة في الحرب، وأنها تستخدم المقاومة الفلسطينية درعًا يحمي مشروعها النووي، لكنه كان مؤمنًا بقدرته على توريطها في المواجهة، بل وتوريط أطراف إقليمية مثل مصر والأردن عبر إشعال جبهات أخرى.

ومهما يكن من أمر، فإن هذه الوثائق (رغم طابعها الرسمي الظاهر )  تبقى صادرة عن موقع إسرائيلي، مما يجعلها دومًا موضع شك وتحفظ، وتبقى الحقيقة النهائية رهن التدقيق، والله أعلم بما خفي من تفاصيل الحرب وظلالها.

ملاحطة أخيرة، الموقع متاح للجميع للإطلاع على التقارير والانتباه للهوامش التي تحتوي على الوثائق.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير