نضال شديفات يكتب : عندما تتغير نفوس المفلسين
نبأ الأردن -
لطالما سمعنا المقولة الشهيرة "الفلوس تغير النفوس" لكن الغريب هذه الأيام نلاحظ تغيرا في نفسيات و سلوكيات حتى الذين لم يتغير وضعهم المالي.
فما الذي يحدث؟ ولماذا نرى اناسا لم يتحسن دخلهم وتتغير نفسياتهم ؟
في الشارع تراه يقود سيارة فارهة بالتقسيط وفي كل مظهر نجده يشابه من يفوقه بأضعاف الدخل وعلى وسائل التواصل يتفاخر برحلات وسفرات هي فوق امكانياته وغيرها من الأمور التي يمكنكم ذكرها بالتعليقات؛ هذه الظاهرة انتشرت بشكل لافت حيث يتبنى البعض سلوكيات مالية تتجاوز قدرتهم المادية الحقيقية.
فقد حاولت البحث وراء هذه الظاهرة فوجدت عدة اسباب نفسية واجتماعية ربما منها الضغط الاجتماعي في عصر السوشيال ميديا .
كما يحاول البعض الهروب من الواقع الحقيقي عبر لحظات من الرفاهية الوهمية.
وقد يشعر البعض بضرورة مجاراة اقرانهم أو اصدقائهم عندما يرون تحسن مستواهم المعيشي حتى ولو على الورق.
وقد سهلت انظمة التقسيط والبطاقات الائتمانية الحصول على سلع وخدمات تفوق الدخل الفعلي.
إذا لهذا التغيير الوهمي عواقب وخيمة مثل تراكم الديون والفوائد وتدهور الصحة النفسية للضغوط المالية وقد تصل إلى تفكك العلاقات الاسرية بسبب الخلافات المالية وفقدان المصداقية الاجتماعية.
وفي النهاية الفقر الحقيقي ليس في عدم امتلاك المال بل في عدم امتلاك الرؤية الواضحة للحياة.
والغنى الحقيقي ليس في كثرة الممتلكات بل في قناعة النفس وطمأنينة القلب.

























