أحمد الرفاعي يكتب: الفن الأردني إلى أين

{title}
نبأ الأردن -
بعد ان تابعت حديث الشارع وردود فعل الفنانين ونقابتهم عن موضوع الشاب النوباني ونصف المليون دينار اتضح بأن الفن الأردني تائهٌ... بين وزارة الثقافة وضعف النقابة وشغف وثقافة الفنان.

يمر الفن الأردني بحالة من التيه والتراجع بين غياب الرؤية في وزارة الثقافة، وضعف دور نقابة الفنانين، وتذبذب شغف الفنان وثقافته الفنية. هذه المعادلة المختلة جعلت المشهد الفني في الأردن يدور في حلقة مفرغة منذ عقود.

من المهم أن نفرّق بين فن التراث الذي يجسد الهوية الأردنية ويعبّر عن الموروث الشعبي الأصيل، وبين الفن الإبداعي الحديث الذي يخاطب الإنسان في كل مكان، ويقدم رسالة فنية تتجاوز الحدود لتصل إلى وجدان الشعوب كافة.

لقد كانت العادات والتقاليد والتراث الشعبي السمة الغالبة على الإنتاج التلفزيوني والسينمائي الأردني لسنوات طويلة، غير أن هذا النمط لم يعد قادرًا وحده على تحقيق النهوض أو التأثير المطلوبين. فالفن في العالم يتغير بسرعة، بينما بقي الفنان الأردني – في أغلب الأحيان – أسيرًا للماضي وللصورة التقليدية التي لم تعد تلائم روح العصر.

إن الحاجة اليوم ملحّة لتغيير ثقافة الفنان الأردني نحو فكر فني أكثر انفتاحًا وجرأة، دون أن يفقد ارتباطه بهويته الوطنية. وإذا لم يتحقق هذا التحول، فلا بد من تأسيس جيل جديد بفكر فني مختلف، يوازن بين الأصالة والإبداع، وبين المحلي والعالمي.

المسؤولية في ذلك تقع على الأطراف الثلاثة: وزارة الثقافة التي ينبغي أن تضع استراتيجية واضحة لدعم الفنون، ونقابة الفنانين التي عليها أن تقوم بدورها الحقيقي في الرعاية والتأهيل، وأخيرًا الفنان نفسه الذي يجب أن يؤمن برسالته ويطور أدواته.

فالفن الأردني لن ينهض إلا بتكامل هذه الأدوار، وبإدراك الجميع أن الفن هو الوجه الحضاري للوطن وصوته أمام العالم.

أعيدوا إنتاج الفن والفنان قبل أن تجرفه الثقافة البائسة
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير