يحيى الحموري يكتب: بين كبريائهم الزائف وكرامتنا الأصيلة… ينكسر القلم وتبقى الكلمة
نبأ الأردن -
أيّها المتطاولون على الناس، المتكئون على ألقابٍ ورقية، والمتوشّحون بعباءاتٍ مستعارة؛ ما عهدنا فيكم سوى خِفّةٍ في المروءة وثِقَلًا في اللسان. أنتم السقطُ من القول، والحطامُ من الأخلاق، والرجسُ من الفعل. تظنّون أنَّ الأوطان تُختزل في عقدٍ مشبوه، أو تُدار بلسانٍ مسموم، أو تُصان بألفاظٍ محمومة.
ألا فاعلموا: أنتم زَبَدٌ يذهب جُفاءً، ونحن مَاءٌ يُحيي الأرضَ بعد موتها. أنتم دخانُ موقدٍ ينطفئ بريحٍ عابرة، ونحن جذوةُ بركانٍ إذا غضب أحرقت نيرانه أسيادكم وأذنابكم سواء.
يا من صَغُرت في أعينكم القاماتُ، فعَظُمت في ألسنتكم الشتائم؛ ويا من غابت عن صدوركم الرحمةُ، فحضرت في قلوبكم الغطرسةُ والشماتة؛ أنتم لُقىً على قارعة التاريخ، وأشلاءُ في مزبلةِ الزمن، لا يذكركم الناسُ إلّا بوصمةٍ سوداء، ولا يحفظ لكم الوطنُ إلّا عارًا في سجِلّه.
أمّا نحن الذين نُحتقر في قواميسكم المسمومة، فنحن صُلبُ هذا البلد، جذورُه العميقة، صخرُه الصلد، سيفُه الصقيل، ورايته التي لا تنكسر. نحن الذين لا نُشترى بدنانير خزائنكم، ولا نُباعُ في مزاد كراسيكم، نحن الذين إذا صمتنا صبرًا حسبتمونا ضعفاء، وإذا نطقنا حقًّا أخرستْ ألسنتَكم الدهشةُ والمهانة.
فليعلم كلّ متطاولٍ أنَّ الألقابَ زائلة، والكرسيّ دوّار، والمالُ نفّاض، وليس في ميزان الخلود إلّا عملٌ ناصعٌ أو عارٌ مُقيم. أنتم اليومَ تلوكونَ الألسنةَ، وغدًا ستُطوون في غياهب النسيان.
فاستمتعوا بقبحكم ساعةً، فإنّ الأمةَ باقية، وأنتمُ الزائلون.

























