د.حسن براري يكتب : المندوب السامي!

{title}
نبأ الأردن -
يعني بعد كل ما جرى من إبادة وتدمير، يطل علينا "المندوب السامي" الجديد، توني بلير، ليحكم غزة! وكأننا بحاجة إلى نسخة مكررة من بول بريمر ما غيره لكن بربطة عنق أنيقة وبابتسامة بريطانية باردة. طبعا لغاية كتابة سطور هذا البوست لم يوجد أي شيء رسمي يفيد بأن توني بلير سيكون حاكما لغزة لكنها تسريبات وأيضا شواهد.

أفهم أن الوضع الميداني في غزة يصرخ بضرورة إنهاء الحرب أمس قبل اليوم، لكن بالله عليكم، أليس بين الفلسطينيين رجل راشد واحد يمكنه أن يحكم غزة حتى وفقا لخطة ترامب؟! كيف للعرب أن يبتلعوا هذه السابقة الخطيرة؟! هل محونا من ذاكرتنا ما فعله بريمر بالعراق حين أسس بشكل ممنهج لتفكيك الدولة التي تحولت إلى ساحة للصراع الطائفي؟! وها هو التاريخ يعيد نفسه، فقط هذه المرة برعاية توني بلير، الرجل الذي لا يمل من ارتداء عباءة "المبعوث الدولي" بينما هو في الحقيقة يعمل مع مؤسسة كوشنير (صهر ترامب نفسه) في مشاريع استثمار عقارية لا علاقة لها لا بالأوطان ولا ببناء الدول.

النتيجة واضحة، فغزة تتحول من ساحة مقاومة إلى "صفقة عقارية"، والعرب كعادتهم يكتفون بالتصفيق أو الصمت المريب. يا لسخرية المشهد، دماء تراق، مدن تدمر، و"المندوب السامي" يحمل دفتر شيكات بدلًا من خارطة طريق!

لم أتمكن من التحقق من دقة خبر هآرتس الذي يفيد أن حماس توافق على خطة ترامب وهي خطة تضمن اخراج حماس سياسيا وعسكريا من المشهد الفلسطيني، لكن استمعت إلى القيادي غازي حمد وهو يضع خطوطًا حمراء: لا لتغييب حماس، ولا لإلقاء السلاح إلا لجيش فلسطيني.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير