سمير عبد الصمد يكتب:إلى الزرقاء، مدينتي
نبأ الأردن -
.....
أهوى الحياةَ وأعشقُ الأزهارا
وأصوغُ بَوحَ خَواطري أشعارا
وأهيمُ في دُنيا الجمالِ وأرتَقي
بِمشاعري، كي أقطفَ الأقمارا
كي أنتقي الكلماتِ من أعشاشِها
وأُحُثَّها أن نَبدأَ المِشوارا
عَينانِ زَرقاوانِ،صَفوُ مَدينتي
ربَّاهُ، كَم صانَت لنا أسرارا
لَونُ السعادةِ والرضا، عَتَباتُها
والعاشِقونَ تَوافَدوا زُوَّارا
سَمراءُ يَختَبئُ الحَنينُ بِلَحظِها
وَيَصوغُ من أهدابِها قيثارا
وتَذوبُ في كفِّي ذوائبُ شَعرِها
ويدي تُطَوِّقُ خَصرَها زِنَّارا
يهتَزُّ من حُلوِ الكلامِ قَوامُها
وتُفيضُ من راحاتِها أزهارا
كم طاف رَيعانُ الزمانِ بِدُورِها
وبُدورُها تُهدي الهضابَ نُضارا
ونَجُوبُ في أسواقِها ودُروبِها
شوقًا، نُمَشِّطُ ساحةً وجِدارا
تلكَ الليالي البِيضُ نُوقِظُ صَمتَها
ونَضِجُّ في هَجَعاتِها سُمَّارا
تلك الأماكنُ تَرتوي من
عِشقِنا
تلكَ المَعالمُ لم تكنْ أحجارا
كانَت لنا أُنسًا وسلوى خاطِرٍ
دُنيا تَجَلَّت خِفَّةً، وَوَقارا
كُنَّا نُروِّي بالنَّقاءِ عُروقَنا
نختالُ في مَهدِ الحياةِ صِغارا
فهُنا كَبُرنا في الوفاءِ مَواسمًا
وهنا عَرَفنا الطِّيبَ والإيثارا
والآنَ أمسَينا صَدَى أيامِنا
والحُلمُ في طَيِّ السنينَ توارى
فَلتَعذِرِ الزرقاءُ وَجهَ حَبيبِها
لَمَّا غَدَت حاراتُها تَذكارا
لكنَّه سَيَظَلُّ فينا وجهُها
يُدني الأحبَّةَ يَملأُ الأبصارا
وَتَظلُّ للفُضَلاءِ خُلوةَ عاشِقٍ
وبُيوتُها للطَّيبينَ مَزارا
ونَظَلُّ نَسمو أنفَسًا ومشاعرًا
نُغْني العُقولَ ونوقدُ الأفكارا
.............

























