عدنان بدارين يكتب : بين العقل البارد والقلب الدافئ.. حاجة الدولة وحاجة الشعب
نبأ الأردن -
الانفعالية وحدها لا تصنع حلا دائما لكنها في لحظات بعينها تعبر عن وجع الناس وحرارة وجدانهم تجاه قضايا تمس الكرامة والإنسانية.. الحكمة الحقيقية ليست في إلغاء العاطفة بل في تحويلها إلى طاقة واعية تساند القرار الوطني المدروس.
التاريخ مليء بمواقف بدت في وقتها ردود فعل انفعالية ثم تحولت لاحقا إلى روافد أساسية للذاكرة الجمعية وركائز في بناء الوعي الوطني.. من يدري ربما ما نراه اليوم بعيون اللحظة كفعل فردي أو عاطفي قد يقرأ غدا على أنه رسالة صامتة أو محطة مهمة تضيء الطريق.
الدولة بحاجة إلى التوازن بين العقل البارد الذي يزن المصالح والخطط وبين القلب الدافئ الذي يذكر بأن خلف كل رقم إنسان وخلف كل قرار مصير شعب.. الثقة بخيارات قيادتنا واجبة وتكون مشفوعة بوعي شعبي يقرأ المشهد ويدرك أن الصبر ليس سكونا وأن التأني لا يعني الغياب عن الموقف.
والشعوب بحاجة إلى تلك الشرارات التي تذكرها بقيمها العليا وتبقي جذوة الإحساس بالكرامة والإنسانية متقدة.. الجمع بين الاثنين — القرار الحكيم والوجدان الحي — هو ما يصنع معادلة القوة الحقيقية.

























