د.حسن براري يكتب : بعيدا عن الادانة أو المباركة

{title}
نبأ الأردن -

لا يمكن النظر إلى العملية التي نفذها اليوم سائق أردني على جسر الملك حسين بمعزلٍ عما تقوم به إسرائيل من جرائم يومية بحق الفلسطينيين من قتل وإبادة وتشريد. فإسرائيل تمادت كثيرا، وقد كانت كلمات وزير الخارجية أيمن الصفدي حين قال "أخي جاوز الظالمون المدى" تعبيرًا صادقًا عن حالة السخط العارمة التي تجتاح الأردنيين بل والعرب جميعًا إزاء ما تمارسه إسرائيل من عربدة وتغول في المنطقة.

أجزم بأن الأردنيين ما كانوا ليلجأوا إلى مثل هذه العمليات لو أن إسرائيل جارة طبيعية لا تتصرف بهذه الوقاحة وانعدام الانسانية مع الشعب الأعزل، أو لو أنها كفت عن سياساتها التوسعية وعن تهديدها المستمر للفلسطينيين وللإقليم بأسره، لكن استمرارها في النهج الدموي جعل ردود الأفعال تأتي في هذا السياق الطبيعي.

ومع ذلك، فإن حكومة نتنياهو ستسعى لاستثمار الهجوم على المعبر في اتجاهين خطيرين:
أولًا، وقف تدفق المساعدات الإنسانية التي تمر عبر الأردن تجاه غزة، ورفض أي عمليات إنزال جوي مستقبلية قد تطلب.
ثانيًا، استخدام الحادث لتبرير خطوات سياسية وأمنية خطيرة، مثل ضم غور الأردن رسميًا، أو توسيع مهام فرقة "جلعاد" بذريعة ضمان الأمن.

لا شك أن الداخل الأردني سينقسم في تفسيره للحدث: فريق يرى أن العملية مبررة تمامًا، فإسرائيل دولة مارقة لا تحتاج إلى ذرائع لارتكاب جرائمها، وفريق آخر يتحفظ، معتبرًا أن منح إسرائيل المبررات قد يجر الأردن إلى مواجهة لا يريدها الآن في ظل كلفة قد تكون باهظة وربما فوق طاقته. وما من شك بأن البعض سيلقي باللوم على مثل هذه العمليات إذا ما قررت دولة الكيان عدم السماح للشاحنات التي تقدر بمئات الشاحنات اسبوعيا من المرور إلى قطاع غزة.

يبقى السؤال الأهم، كيف ستنعكس هذه العملية على الأردن نفسه وكيف ستفيد الفلسطينيين المحاصرين في غزة. هنا مرة أخرى سينقسم الناس!!
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير