وائل منسي يكتب: إسرائيل تغرق في وحل غزة.. وهل قمة الدوحة ستنجح في فرض واقع عربي إقليمي جديد؟
نبأ الأردن -
نعم، هناك تحرك عربي غير مسبوق هذه المرة، تقوده بالأساس الأردن وقطر، نحو إجراءات عملية على الأرض، من إعادة النظر في مسارات التطبيع، ووقف الاتفقات في قطاعات الطاقة والمياه وغبرها، إلى طرح خيارات حقيقية مثل منع مرور الطيران المدني الإسرائيلي عبر الأجواء العربية، وربط الأمن الوطني بالأمن الإقليمي.
هذا التحرك لم يأتِ ترفاً، بل جاء بعد إدراك صريح أن الاعتداءات الإسرائيلية لم تعد تمسّ الفلسطينيين وحدهم، بل تضرب منظومة الأمن العربي والإقليمي برمّتها، وأن إسرائيل بذراعها الأميركية تحولت إلى تهديد وجودي مباشر.
القمة العربية الإسلامية المرتقبة في الدوحة تأتي في هذا السياق تماماً، محاولة لتوحيد جبهة دبلوماسية وقانونية وأمنية تضع واشنطن وتل أبيب أمام معادلة جديدة، عنوانها أن زمن الإفلات من العقاب انتهى.
أما أميركا فستحاول المناورة، إما الاستمرار في حماية إسرائيل بما يعنيه ذلك من سقوط شرعيتها الدولية، أو إعادة تموضع يضبط جنون تل أبيب بعدما تحولت من "أداة وظيفية" إلى عبء استراتيجي على الغرب. لكن التجارب تؤكد أن واشنطن لا تتحرك إلا تحت ضغط، والضغط اليوم يتصاعد عربياً وإسلامياً ودولياً.
إسرائيل نفسها غارقة في مستنقع غزة؛ استنزاف بشري غير مسبوق، استهلاك مدرعاتها ومعداتها، وانكشاف ضعف جيشها الميداني رغم الدعم الأميركي اللامحدود. هي اليوم دولة مارقة متهمة بالإبادة، محاصرة برأي عام عالمي متغيّر، وفاقدة القدرة على فرض صورة "الجيش الذي لا يُقهر".
فإذا حوّل العرب القمة إلى نقطة انطلاق لإجراءات فعلية لا بيانات، فإن إسرائيل ستجد نفسها محاصَرة سياسياً، مستنزَفة عسكرياً، ومكبَّلة دولياً، بينما تتعرى أميركا كراعية لبلطجة خارج القانون.
هذه لحظة اختبار تاريخية، إمّا تُترجم إلى معادلة ردع جديدة أو تُهدر كغيرها من القمم السابقة.

























