وليد حسني يكتب : شيطاني " نمير " والبحر الأسود وجرة العرق
نبأ الأردن -
لي شيطاني، البارُّ بكل ما يحيطني ويستهويني، يغيب ويؤوب، وتعودت أن لا أسأله فيم غاب وإلام حضر، وهو لا يقول ولا يبوح، إنه شيطاني النبيل الطيب الذي قال لي مرة بصريح العبارة" أنت إنسيٌ أهبل " ضحكنا سويا لحظتها وحين غاب وتوارى ظللت أسأل نفسي: هل أنا إنسيٌ أهبل؟.
قضيت سنوات بعد مصارحة شيطاني نمير لي وأنا أبحث عن تجليات هبلي، وكلما غرقت في البحث غرقت أكثر في هبلي.
اليوم عادني نمير بعد غياب طويل، كان يبتسم في وجهي كعادته وابتدرني قائلا: ستحتاج الليلة لجرة عرق يا صديقي الأهبل.
قلت له: عرق ايش يا نمير هذا كان في الماضي السحيق حين كنا نسقي الورد بالكاز والديزل والقليل من عرقنا..
أدار ظهره وهو يتمتم: ستحتاجها ، ثق بي ، ونصحني أن أنصت طويلا لهدير طائرات العرب وزوارقهم، وبوارجهم في البحر الأسود..واختفى نمير في غلالة من البارود الناعم..
قلت في نفسي: كأن نمير سكر بما فيه الكفاية، وكان العرق الذي صبه في حلقه ما هو إلا عرق راقصة رخيصة في ملهى بذيء..
غاب نمير كعادته ولا أدري متى يؤوب، لكن ما علاقتي أنا والبحر الأسود، والعرب ، وأسلحتهم المهيبة..
متى تؤوب يا نمير...؟؟؟.

























