نضال الثبيتات العمرو يكتب : إلى معالي وزير الصحة الدكتور إبراهيم البدور
نبأ الأردن -
تحية طيبة وبعد،
اسمحوا لي أن أخاطبكم اليوم، ليس فقط بصفتي متابعاً شغوفاً لمسيرة القطاع الصحي، بل كواحدٍ من أبناء هذا الوطن، يحمل في قلبه أملاً كبيراً بأن نرى نظامنا الصحي يتبوأ أعلى المراتب، معتمداً على كل ما هو مبتكر وآمن وفعّال.
كما تعلم وانت اهل اختصاص، انه في قلب كل إنسان منا، تكمن قدرة هائلة على الشفاء، قوة طبيعية أودعها الخالق في أجسادنا؛ وعندما نتعرض لجرح، فإن جيشاً من الخلايا الدقيقة، التي تعرف بالصفائح الدموية، تهرع إلى المكان لتبدأ عملية الإصلاح المعقدة؛ هذه الفكرة البسيطة والعميقة في آنٍ واحد، هي الأساس الذي قامت عليه واحدة من أكثر التقنيات الواعدة في الطب التجديدي؛ ألا وهي تقنية (البلازما الغنية بالصفائح الدموية) (PRP).
وكما تعلم معاليك، هذه التقنية لا تعتمد على دواء كيميائي غريب أو إجراء جراحي معقد، بل على استخلاص هذه القوة الشفائية من دم المريض نفسه، وتركيزها، ثم إعادتها بدقة إلى الموضع الذي يحتاجها بشدة، سواء كان مفصلاً متآكلاً، أو وتراً ملتهباً، أو حتى بصيلة شعر خاملة؛ إنها ببساطة تساعد الجسم على شفاء نفسه، ولكن بفاعلية وسرعة مضاعفة.
معالي الوزير، لقد أثبتت هذه التقنية، عبر دراسات عالمية متزايدة، - ولا بد أن معاليك على اطلاع واسع- ، جدواها في العديد من المجالات؛ نراها اليوم تقدم أملاً حقيقياً لمرضى خشونة المفاصل في مراحلها الأولى والمتوسطة، مانحة إياهم فرصة لتخفيف الألم وتحسين الحركة، وربما تأجيل أو تجنب الحاجة إلى جراحات استبدال المفصل المكلفة؛ كما أنها أصبحت حلاً فعالاً للإصابات الرياضية المزمنة التي طالما استعصت على العلاجات التقليدية، مثل التهاب مرفق التنس والتهابات الأوتار المختلفة القبضة الزندية .. الخ، مما يعيد الرياضيين وهواة الحركة إلى حياتهم الطبيعية بشكل أسرع.
إن تبني وزارة الصحة لهذه التقنية وإدراجها ضمن الخدمات المقدمة في مستشفياتنا الحكومية، لا يمثل فقط مواكبة للتطور الطبي العالمي، بل هو استثمار مباشر في صحة المواطن الأردني وجودة حياته؛ إن توفير هذا الخيار العلاجي الآمن، والذي تكاد تكون آثاره الجانبية معدومة كونه يعتمد على مواد من جسم المريض ذاته، سيفتح باب أمل جديد أمام شريحة واسعة من المرضى الذين يعانون بصمت.
أعلم أن وزارتكم الموقرة تخطو خطوات حثيثة نحو التحول الرقمي وتحديث الخدمات الصحية تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، وهو ما يبعث على الفخر؛ وإن إدخال تقنية مثل PRP يصب مباشرة في هذا التوجه، حيث يقدم حلاً علاجياً حديثاً، يقلل من الحاجة إلى الإجراءات الجراحية الكبرى، ويخفف العبء على قوائم الانتظار، ويقدم للمواطن الأردني خياراً علاجياً بديلاً وفعالاً.
إنني لا أقترح ثورة باهظة التكاليف، بل خطوة مدروسة نحو الطب التجديدي، تبدأ بتجهيز أقسام العظام والطب الرياضي والتأهيل في عدد من المستشفيات الرئيسية، وتدريب كوادرنا الطبية المتميزة على أفضل الممارسات في هذا المجال.
كلي أمل وثقة بأن هذا المقترح سيلقى من معاليكم كل اهتمام، وأننا سنسير معاً نحو مستقبل صحي أكثر إشراقاً لأردننا الغالي.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.
مواطن أردني حريص على صحة وطنه.
نضال الثبيتات العمرو

























