عبدالله بني عيسى يكتب : عن "ورقة الرهائن" .. ماذا بقي بعد؟!

{title}
نبأ الأردن -
إزاء السؤال المطروح: ماذا يبقى لحماس من أوراق ضغط إن هي أفرجت عن الرهائن؟ ينهض سؤال آخر أكثر جوهرية: ما الذي تجنيه حماس، ويجنيه قطاع غزة، من الاستمرار في احتجازهم؟ الواقع أن لا مكاسب حقيقية تُذكر؛ فمنذ السابع من أكتوبر وحتى اليوم، ما يُتداول على طاولات التفاوض يتحول بعد أيام إلى مجرد أماني مؤجلة ومطالب بعيدة المنال.
إن التقليل من أثر ورقة الرهائن على مسار الأحداث في غزة يُغفل حقيقة حاسمة؛ فهي ما تزال الورقة الأكثر تأثيراً في الموقف الدولي، وتداعياتها تجاوزت كل الأوصاف الكارثية التي عاشها القطاع. إن إطلاق سراح الرهائن لن يبدد فقط الذريعة التي تمنح الرواية الإسرائيلية زخماً لدى العواصم الغربية، بل سيُعيد طرح قضية غزة أمام العالم باعتبارها قضية سياسية وأخلاقية عادلة، لا مجرد ملف أمني.
قد يُقال إن حماس رضخت، غير أن ثمة من سيؤكد أن غزة كسبت آخر خيط يربطها بالحياة والاستمرار. وقد يُقال إن الحركة هُزمت، لكن هزيمة التنظيم، مهما كانت مرارتها، تظل أهون من فناء القطاع بالكامل وإخضاعه للإبادة والتطهير العرقي وإزالة معالم الحياة منه بصورة نهائية.
في المفاصل التاريخية، التي يبدو فيها شعب ما يتعرض لمحنة وجودية، يصير لزاماً على قادة الميدان أن يمتلكوا الشجاعة الكافية للتضحية بأنفسهم مقابل بقاء شعبهم.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير