طارق ديلواني يكتب : الزحام في عمّان .. يوميات أردني عالق في الطريق

{title}
نبأ الأردن -
أفتح عيني قبل أن يشرق الصبح. لا لأحتفي بالنهار الجديد، بل لألحق بسباق خاسر. من غرب عمّان إلى شرقها، رحلة يفترض أن تأخذ عشرين دقيقة، لكنها تلتهم ساعة ونصف من عمري كل صباح.
أغلق باب بيتي، ألوّح لجاري الذي سيكون بدوره احد  ضحايا "دائرة الزحام" بعد قليل، أجلس خلف المقود، أراقب وجوهاً متجهمة محاصرة مثلي. وكأنها في سباق نحو المجهول.. سائق يصرخ، أم تحاول إسكات أطفالها، مريض يتأخر عن موعده، وسائق تاكسي يفاوض راكبه على أجرة إضافية. لكل واحد هنا حكاية، لكنها كلها تصب في رواية واحدة: مدينة تختنق. فوضى عارمة.. وانا اواسي نفسي بمحطات اذاعية تزيد من قلقي ونزقي. 
أزمة السير لم تعد مجرد حركة بطيئة، بل حالة جماعية من التوتر والقلق ، كل ضغطة بنزين تذكير بخسارة جديدة: مال يهدر، أعصاب تحترق، ووقت يتبخر. حتى الهواء صار أثقل، يملؤه دخان الانتظار.

 هل يمكن لعمان أن تتنفس؟ هل نجرؤ يوماً أن نبدّل هذه الفوضى بنقل عام يليق بنا؟  
لا يمر يوم في عمّان دون أن يجد المواطن نفسه أسيراً لزحام خانق وأزمة سير تستهلك طاقته ووقته وماله.
الأمر لم يعد مجرد إزعاج يومي، بل أزمة متكاملة الأبعاد:
نفسياً حيث تتزايد حالات "قلق السير" والغضب المروري. 
واقتصادياً: اذ تشير التقديرات إلى خسارة الأردن ملايين الدنانير سنوياً بفعل الوقت المهدور، والاستهلاك الإضافي للوقود، والتلوث الناتج عن الانبعاثات. 
وبالطبع اجتماعياً: فتتأثر مواعيد العمل، والمدارس، وحتى المستشفيات، ومصالح الناس وارزاقها.
عمّان اليوم مدينة تُدار بحركة سير فوضوية، تبتلع ما يقارب أسبوع عمل كامل من حياة المواطن سنوياً. ورغم وضوح الكارثة، ما تزال الحلول متعثرة.
فإلى متى ستبقى أعمار الأردنيين تُهدر في شوارع مكتظة،
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير