اسامه ابو طالب يكتب : المثلث السياحي الذهبي…من فكرة إلى مشروع وطني

{title}
نبأ الأردن -
الأردن اليوم يقف أمام لحظة مفصلية؛ فبين رؤية التحديث الاقتصادي التي تشكّل خارطة طريق للمستقبل، وبين ما نملكه من موارد ومقدرات طبيعية وبشرية، تبرز الحاجة إلى أفكار جريئة، قادرة على تحويل التحديات إلى فرص.

في قلب هذه الرؤية يطلّ المثلث السياحي الذهبي (العقبة – البتراء – وادي رم). ثلاثة مواقع يعرفها العالم كل على حدة، لكننا لم نمنحها بعد إطارًا مؤسسيًا يوحّدها ويجعلها قصة واحدة تُروى للعالم. فالمستثمر والسائح لا يبحث عن نقطة منفصلة، بل عن رحلة متكاملة تبدأ من البحر الأحمر، مرورًا بالصحراء، وصولًا إلى التاريخ.

منذ العام 2021 كنتُ قد أثرتُ هذه الفكرة بشكل مختصر عبر دعوة إلى استحداث مجلس أعلى للمثلث السياحي الذهبي بفكر وإيدولوجية جديدة، واليوم أعيد طرحها بشكل موسّع ومؤسسي لتتحول إلى مشروع وطني يعكس روح التحديث الاقتصادي.

إن إنشاء مجلس أعلى للمثلث السياحي الذهبي سيكون إطارًا وطنيًا جامعًا لتوحيد الجهود، يحقق:
• التكامل بين النقل، البنية التحتية، والخدمات.
• تطوير منتجات سياحية واقتصادية جديدة.
• تسويق الأردن كهوية واحدة متكاملة على المستوى العالمي.
• ربط المجتمع المحلي بالفرص التشغيلية والاستثمارية.

وكما أن التجارة لا تنمو دون صناعة قوية، والصناعة لا تستمر دون تجارة فاعلة، كذلك العقبة لا تزدهر دون البتراء ورم، ولا البتراء ورم دون العقبة. العلاقة تكاملية، وليست تنافسية؛ ومأسستها ستمنح الأردن قوة مضاعفة في استقطاب الاستثمارات وتوليد فرص العمل.

اليوم، ومع وجود قيادة خبيرة على رأس وزارة السياحة، وإدارة جديدة في سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة، ورؤية متجددة في سلطة إقليم البتراء، فإن الفرصة أكبر من أي وقت مضى. نحن بحاجة إلى قرار وطني شجاع يترجم هذا التوجه إلى واقع؛ لأن الاقتصاد الأردني يحتاج إلى قوة دفع جديدة، وهذه القوة تكمن في توحيد الجهود وتكاملها.

العقبة ليست جغرافيا فحسب… إنها رسالة اقتصادية وطنية.
والمثلث السياحي الذهبي ليس مجرد حلم… بل ضرورة وطنية لو أحسنا استثماره، سيكون بوابة الأردن إلى العالم
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير