فارس حباشنة يكتب : "التلفزيون الأردني" و"غموض" خطة التحديث!
نبأ الأردن -
أنا من أكثر منتقدي التلفزيون الاردني ، و أكتب عن التلفزيون الاردني لاني أحبه، وأني أحترم و أحرص على حماية تاريخ و أرث مؤسسة أعلامية أردنية .
من الصعب أنسى أني اتابع التلفزيون من صف أول ابتدائي ، من أول بزوغ الوعي و الخيال .
التلفزيون ينطق في لهجة الاردنيين ، و المذيعيين وجوهم من ملامحنا .
و التلفزيون الاردني يعبر عن الهوية الاردنية .
لا شك أن التلفزيون الاردني أهمل كثيرا ، و نحن نتورطنا في جريمة نسيانه ، و تجاهله ، و تفرجنا بصمت على تهميشه و ثم تدميره .
و اليوم ، يجري في التفلزيون الاردني مشروع غامض باسم التحديث و التطوير .
و نازع خوفي و قلقي على التلفزيون الاردني أننا في نهاية الأمر سوف نخسر أنفسنا و ذاتنا .
ونخسر ذائقة و ضمير ، ووجدان .
خطة تحديث وتطوير التلفزيون الاردني ، و هي تجري في سرية تامة ، و محفوفة بالغموض ، يا خوفي أنها تطبخ لانقاذ قناة المملكة على حساب التلفزيون الاردني .
وحيث يراد من خطة التطوير و التحديث ، تجريد التلفزيون الاردني من نشرات الاخبار ، وحصرها في نشرة الثامنة .
هذا موت رحيم لشاشة التلفزيون الاردني .
ومع تقديري لشاشات رسمية منافسة ، فانه تفريط في التلفزيون الاردني .
نسينا في العلبة القديمة : الابيض و الاسود ، عصر ذهبي للدولة الاردنية ، و عصر لوطن لا تكسر احلامه .
تجيير خطة اصلاح و تحديث التلفزيون بحثا عن شاشة ملونة و عصرية ، و متطورة تقنيا ، و ترك التلفزيون الاردني يمضي وحيدا في رحلته الى الجحيم .
ما هو مصير مئات من الصحفيين و الاعلاميين من موظفي التلفزيون الاردني ؟
خطة الاصلاح و التحديث مازالت غامضة و مجهولة المعالم و الملامح ، ولكن ما يتسرب و يشاع هنا وهناك ، يبعث على نبش الاسئلة ومواضع القلق ، ومادامت الخطة في مدارك السرية .
و في الحقيقة ، ماذا بعد تجريد شاشة التلفزيون الاردني من الاخبار والبرامج الحوارية السياسية والخدماتية ، هل سيتحول الى شاشة لبرامج الطبخ ؟
ما يحدث مع التلفزيون الاردني يشبه الى حد بعيد مع مؤسسات سيادية في الدولة ، لا يمكن التنازل عن وجودها .
من مصلحة الدولة ، تلفزيون و شاشة وطنية قوية .
و المصلحة الوطنية هي غير مصلحة مدراء وروساء و لا حتى حكومة .
وأمل أن لا يصل التلفزيون الاردني الى كل ما وصلني من معلومات عن خطة الاصلاح و التحديث .
و خصوصا ، وما يتعلق في ارساء قرار و سياسة لتثبيت شراء البرامج التلفزيونية من شركة خاصة بصيغة تلزيم .
وما يعني "خصخصة ناعمة" لخدمات الانتاج التلفزيوني.
و مصير مجهول إضافي لمئات من كوادر التلفزيون الاردني .
و في كل مرة أعود الى المصير المجهول و الغامض لموظفي التلفزيون الاردني ، من باب التنبه لكي لا يكونوا ضحايا لخطة التحديث و الاصلاح .
أعلم أن التلفزيون الاردني بحاجة الى صحوة و انبعاث و نهوض .
سمعنا وعودا كثيرة من وزراء الاعلام ، و في كل لحظة وعد ، نقول ان خطة النهوض بالتلفزيون قادمة لا محالة .
و لكن عسانا لا نخذل ، ويكون ما وردني من معلومات عن جوهر خطة الاصلاح والتحديث صحيحا .
التلفزيون الاردني للناس و للشعب .. و التلفزيون مدرسة للهوية الوطنية ، و من الممكن إعادة الاعتبار لام الشاشات الاردنية بخطط تحمي الشاشة الام، التي بوسعها صياغة الوجدان الوطني ، وصناعة الثقة بين الدولة و الشعب ، و تبعث نهضة بالوعي و الثقافة.

























