أمام وزير التربية والتعليم .. أهالي بلدة "بيلا الكفارات" : لماذا تم نقل 67 طفلاً من مدرستهم الأساسية إلى مدرسة ثانوية للبنين؟!
نبأ الأردن -
وصلت إلى موقع نبأ الأردن الإخباري الشكوى التالية من أهالي بلدة بيلا الكفارات، والتي نضعها بدورنا أمام وزير التربية والتعليم، والمعنيين في الوزارة :
**سعادة مدير التربية والتعليم /نسخة للرأي العام
لواء بني كنانة المحترم**
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
الموضوع: التربية بين الفلسفة والقرار – طلب نقل طلاب الصف الخامس الأساسي من الثانوية إلى الأساسية التي كانوا بها حتى الصف الرابع الاساسي.
نحن أهالي بلدة يبلا الكفارات وأولياء أمور طلاب الصف الخامس الأساسي في بلدة يبلا – الكفارات، نتوجه إليكم بهذا الخطاب الذي لا يقتصر على كونه طلبًا إداريًا، بل هو دعوة للتأمل في جوهر التربية وأخلاقيات القرار التربوي.
لقد فوجئنا هذا العام بقرار نقل 67 طفلًا في عمر التكوين من مدرستهم الأساسية إلى مدرسة ثانوية للبنين تضم صفوفا من الخامس الأساسي حتى التوجيهي، في خطوة تمثل تناقضًا صارخًا مع السياسة التربوية المعلنة التي تؤكد على "تأنيث التعليم حتى الصف السادس الأساسي"، حمايةً للطفولة ورعايةً لاحتياجاتها النفسية والاجتماعية.
هذا القرار ليس مجرد خطأ تنظيمي، بل هو فعل يمس فلسفة التربية ذاتها؛ إذ كيف تتحول المدرسة – التي يفترض أن تكون بيئة آمنة – إلى فضاء يزرع في نفوس الأطفال الاغتراب والقلق؟ كيف نقبل أن تذوب براءة العمر في محيط مراهقين، بدلاً من أن نهيئ بيئة تربوية متناسبة مع خصائصهم العمرية؟
إن المفارقة المؤلمة تكمن في أن المدرسة الأساسية التي خرج منها هؤلاء الأطفال تضم أكثر من 20 غرفة صفية مجهزة، قادرة على استيعابهم إذا أعيد تنظيم الشعب الصفية وتوزيع المرافق الإدارية بعقلانية. هنا يظهر السؤال الفلسفي الأعمق: هل فقدنا القدرة على المواءمة بين الإمكانات والغاية، بين الشكل والجوهر؟
إن التربية ليست عملية إدارية صماء، بل رسالة أخلاقية تقوم على الانسجام بين الغاية والوسيلة. وأي قرار لا يجيب عن سؤال: ما أثره على إنسان الغد؟ هو قرار يفتقر إلى بعده الإنساني. نحن نخشى أن تتحول قراراتنا التربوية إلى عبث إداري يكرّس التناقض بين الخطاب والممارسة، فيتربى الجيل على ثقافة الانفصام بين القول والفعل، وهو أصل أزماتنا الأخلاقية والاجتماعية.
وحين نذكّركم بوعدكم السابق بزيارة المدرسة الأساسية برفقة رئيس لجنة التطوير التربوي الدكتور أكرم عبيدات، فإننا نفعل ذلك لأننا نؤمن أن التربية ليست جدرانًا ولا مكاتب، بل فضاء إنساني لصناعة الوعي. فإذا غاب هذا الجوهر، تحولت المدرسة إلى لافتة بلا معنى، والتعليم إلى أرقام بلا روح.
لذلك، نطلب من عطوفتكم التدخل العاجل لإعادة طلاب الصف الخامس الأساسي إلى بيئتهم التعليمية الطبيعية، ليس فقط لتصحيح خطأ إداري، بل لإعادة الاعتبار لفلسفة التربية التي تضع الطفل في مركز العملية التربوية، قبل أن يكون رقمًا في كشف الصفوف.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير،،،
الموقعون:
1. م. صلاح طه عبيدات
2........
أهالي يبلا
و
أولياء أمور طلاب الصف الخامس الأساسي – بلدة يبلا الكفارات
التاريخ: / / 2025
المرفقات: تواقيع وأسماء أولياء الأمور والمعنيين بالموضوع.

























