زهدي جانبيك يكتب : ماذا لو هاجمتنا اسرائيل؟

{title}
نبأ الأردن -
عام 2014 قام العالم راندل مونرو بتأليف كتاب بعنوان: ماذا لو؟  مكون من 64 فصل يتناول أسئلة ممكنة و/أو سخيفة والاجابات العلمية عليها ... وتبع ذلك تأليف 4 كتب أخرى كان آخرها عام 2022... 

ادارة المخاطر
رسم السيناريوهات المحتملة وغير المحتملة هو الأساس في توقع احتمالية الخطر ودرجة تأثيره على الدولة... 
أسئلة مونرو هي الأساس لمثل هذه السيناريوهات ... 

المنظمة او الدولة التي تريد منع الخطر قبل حدوثه ، عليها ان تضع الحلول للتعامل مع كل سيناريو والتأكد ان ما تحتاجه الدولة لمواجهة كل سيناريو متوفر ، وموجود، ... وفي حال عدم توفر الاحتياجات فعلى الدولة ان تتأكد من توفير الاحتياجات وحسب أولوية الخطر وتأثيره على الدولة... 

اليوم ، سأضع السؤال: ماذا لو هاجمتنا اسرائيل؟
وإذا وقعت الحرب بين الاردن واسرائيل، فما هي المصالح الاقتصادية الاردنية اللازمة لادامة الحياة الاقتصادية والمجهود الحربي، للاردن، والتي يمكن ان تتهدد بسبب العمالة الوافدة بالأردن وإمكانية انسحابها من الاردن وعودتها الى بلادها اثناء وبعد الحرب... 

 وهل ستواجه المملكة الأردنية الهاشمية تحديات اقتصادية وأمنية جسيمة.
يسلط هذا البوست الضوء على المصالح الاقتصادية الحرجة التي تعتمد على العمالة الوافدة، ويحلل المخاطر المرتبطة بانسحاب هذه العمالة أثناء وبعد الصراع، ويقدم توصيات للتخفيف من هذه المخاطر.

القطاعات الاقتصادية الأردنية المعتمدة على العمالة الوافدة

1. قطاع البناء والتشييد

· نسبة الاعتماد على العمالة الوافدة: 80-85%
· المخاطر في حال الحرب:
  · توقف المشاريع الحيوية (مساكن، بنى تحتية، منشآت دفاعية)
  · ارتفاع تكاليف البناء بسبب ندرة العمالة
  · تأخر إعادة الإعمار بعد الصراع

2. قطاع الزراعة

· نسبة الاعتماد على العمالة الوافدة: 60-70%
· المخاطر في حال الحرب:
  · تهديد الأمن الغذائي بسبب تراجع الإنتاج الزراعي
  · فقدان المحاصيل الموسمية بسبب نقص العمالة
  · انهيار صادرات المنتجات الزراعية

3. قطاع الخدمات والضيافة

· نسبة الاعتماد على العمالة الوافدة: 4 (غير محددة)
· المخاطر في حال الحرب:
  · انهيار قطاع السياحة بشكل كامل
  · إغلاق الفنادق والمطاعم والمنشآت السياحية
  · فقدان مصدر مهم للعملة الصعبة

4. قطاع الرعاية الصحية

· نسبة الاعتماد على العمالة الوافدة: ايضا غير محددة (خاصة في التخصصات النادرة)
· المخاطر في حال الحرب:
  · تراجع القدرة على التعامل مع الإصابات الجماعية
  · نقص الكوادر الطبية المتخصصة
  · انهيار جزئي للنظام الصحي في ذروة الحاجة إليه

5. قطاع النقل والخدمات اللوجستية

· نسبة الاعتماد على العمالة الوافدة: غير محددة
· المخاطر في حال الحرب:
  · تعطل سلاسل الإمداد الداخلية
  · صعوبة نقل المعدات العسكرية والمساعدات
  · تأخر توزيع المساعدات الإنسانية

المخاطر الاقتصادية الكلية لانسحاب العمالة الوافدة

1. خسائر الناتج المحلي الإجمالي

· تقديرات الخسائر المحتملة: غير محددة من الناتج المحلي خلال السنة الأولى من الصراع
· انكماش اقتصادي حاد بسبب توقف العديد من القطاعات

2. اضطراب سوق العمل

· ارتفاع معدل البطالة بين الأردنيين في بعض القطاعات، مع نقص حاد في العمالة في قطاعات أخرى
· فجوة مهارات كبيرة بسبب اعتماد اقتصادي على عمالة وافدة ذات مهارات محددة

3. تأثير على ميزان المدفوعات

· انخفاض تحويلات العمالة الوافدة إلى خارج الأردن (3.5 مليار دولار سنوياً تقريبا)
· فقدان إيرادات القطاعات المعتمدة على العمالة الوافدة

4. تأثير على الاستقرار الاجتماعي

· ارتفاع معدلات الفقر بسبب التضخم ونقص السلع والخدمات
· ضغوط على النظام الاجتماعي نتيجة الأزمة الاقتصادية

سيناريوهات محتملة لسلوك العمالة الوافدة أثناء الصراع

1. السيناريو الأول: الانسحاب الجماعي الفوري

· احتمال: مرتفع في الأيام الأولى من الصراع
· التأثير: انهيار فوري للعديد من القطاعات الحيوية

2. السيناريو الثاني: البقاء مع تقليص النشاط

· احتمال: متوسط في حالة استقرار نسبي للأوضاع الأمنية
· التأثير: تباطؤ اقتصادي حاد ولكن ليس انهياراً كاملاً

3. السيناريو الثالث: البقاء مع استمرارية النشاط

· احتمال: منخفض إلا في حالات العمالة ذات الروابط القوية مع الأردن
· التأثير: استمرارية نسبية للأنشطة الاقتصادية الحيوية

توصيات استباقية للتخفيف من المخاطر

1. استراتيجيات قبل الصراع

· إنشاء قاعدة بيانات وطنية للمهارات لتعزيز التوظيف المحلي
· تنفيذ برامج تدريبية مكثفة لسد فجوات المهارات في القطاعات الحرجة
· تطوير خطط طوارئ لتعزيز الأمن الغذائي والصحي
· إنشاء صندوق سيادي لتمويل احتياجات الطوارئ

2. استراتيجيات أثناء الصراع

· تطبيق نظام حصص عمل إلزامي للعمالة الوطنية في القطاعات الحيوية
· إنشاء برنامج حوافز للعمالة الوافدة للبقاء (حماية، مكافآت، ضمانات)
· تنفيذ آليات توزيع عادلة للموارد الأساسية
· إقامة شراكات إقليمية لدعم الاقتصاد الأردني أثناء الأزمة

3. استراتيجيات ما بعد الصراع

· برنامج إعادة إعمار يعطي أولوية للعمالة المحلية
· إصلاح نظام الهجرة لتحقيق توازن أفضل بين العمالة الوافدة والمواطنين
· تنويع الاقتصاد لتقليل الاعتماد على العمالة الوافدة في القطاعات الاستراتيجية

يواجه الأردن تحديات جسيمة في حال نشوب صراع مع إسرائيل، خاصة فيما يتعلق باعتماده الكبير على العمالة الوافدة في قطاعات حيوية. يتطلب التخفيف من هذه المخاطر استعداداً مسبقاً وتخطيطاً استراتيجياً يعزز المرونة الاقتصادية ويقلل الاعتماد على العمالة الوافدة في القطاعات الحرجة، مع الحفاظ على القدرة على إدارة الجهود الحربية واستمرارية الحياة الاقتصادية خلال فترة الصراع وما بعده.

ما رأيكم ، هل نحن جاهزون من حيث إمكانيات المجهود الخربي؟ 
ماذا ينقصنا؟ 
كيف نتجنب مقولة : العليق يوم الغارة ما ينفعك...
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير