صالح الشرّاب العبادي يكتب:خدمة العلم.. نحو عقد اجتماعي جديد مع الشباب الأردني

{title}
نبأ الأردن -
ليست خدمة العلم مجرّد عودة لبرنامجٍ قديم بلباسٍ جديد، بل هي مشروع لإعادة تشكيل العلاقة بين الدولة وشبابها، في لحظة دقيقة تفرض على الأردن إعادة بناء معادلاته الداخلية في مواجهة الضغوط الإقليمية والعالمية.

 قرار سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حفظه الله، بإعادة تفعيل خدمة العلم تعكس  رؤية قيادية عميقة تدرك أن قوة الأردن لا تكمن فقط في مؤسساته، بل في شبابه الذين يشكّلون أكثر من ثلث المجتمع، وهم رصيده الاستراتيجي الأول في زمن تتحول فيه الموارد البشرية إلى أهم عناصر القوة.

الشباب.. القوة الكامنة

لقد ظلّت طاقات الشباب الأردني لفترة طويلة محصورة في قوالب التعليم والعمل التقليدي، ما خلق فجوة بين إمكاناتهم الضخمة وبين حاجات الدولة ومتطلبات المرحلة. واليوم، من خلال خدمة العلم، تُفتح نافذة جديدة لإعادة إدماج هذه الطاقات في مشروع وطني شامل، يعيد إنتاج مفهوم المواطنة كفعل يومي ملموس، لا كشعارٍ نظري.

خدمة العلم كإطار جامع

القرار الملكي الشاب لا يعني فقط تدريبًا عسكريًا أو برامج انضباط، بل هو إعادة صياغة لعلاقة الدولة بجيلها الجديد، وإشراكه في معادلة الأمن والتنمية والهوية. خدمة العلم تتحول هنا إلى مختبر وطني لإنتاج قيم جديدة:
ثقافة العمل الجماعي بدل الفردية.
إعادة الاعتبار لفكرة التضحية من أجل المجموع.
تعزيز مهارات عملية مرتبطة بسوق العمل.
ترسيخ وعي وطني واجتماعي يحصّن الشباب من التطرف والاغتراب.

توقيت يحمل رسالة

اختيار سمو ولي العهد لهذا القرار في هذا التوقيت يحمل دلالات استراتيجية؛ فالإقليم مضطرب، والشباب يواجهون عواصف الاغتراب والإعلام الموجَّه، مما يجعل إعادة بناء الهوية الوطنية للشباب أولوية قصوى. وهنا يثبت الأردن أنه لا يترك مصيره للصدفة، بل يقوده بوعي ورؤية مستقبلية.

إن قرار سمو ولي العهد بإعادة تفعيل خدمة العلم ليس استدعاءً للماضي، بل تأسيس لمستقبل جديد يقوم على الثقة المتبادلة بين الدولة وشبابها. إنها فرصة تاريخية لبناء عقد اجتماعي جديد، يضع الشباب في قلب الفعل الوطني، ويجعل من خدمة الوطن استثمارًا دائمًا في المستقبل، لا التزامًا مؤقتًا في الحاضر.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير